تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

نفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، مزاعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تدخل طهران في مفاوضات وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والاحتلال الإسرائيلي، والتي جرت مؤخرًا دون إحراز تقدم يُذكر.

وكان ترامب قد صرح خلال زيارة إلى إسكتلندا أمس الإثنين، أن الإيرانيين "تدخلوا في هذه المفاوضات الأخيرة"، زاعمًا أن طهران قد أصدرت "أوامر وإشارات لحماس" للتأثير على مجريات الحوار، مضيفًا: "هذا ليس جيدًا"، بحسب تعبيره.

إيران ترد: لا حاجة لتدخل خارجي في قرارات حماس

إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ردّ على هذه الاتهامات مؤكدًا أنها عارية تمامًا عن الصحة، ووصفها بأنها "شكل من أشكال التهرب الأمريكي من المحاسبة على فشلهم السياسي والعسكري".

وقال بقائي في بيان رسمي:
"مفاوضو حركة حماس لا يحتاجون إلى تدخل من أي طرف ثالث، فالحركة تدرك تمامًا مصالح أهل غزة، وتسعى لتحقيقها بالشكل الذي تراه مناسبًا."

وأضاف أن هذه التصريحات تأتي في إطار محاولة الإدارة الأمريكية تحويل الأنظار عن دعمها غير المحدود للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والتستر على جرائم الحرب والانتهاكات الإنسانية بحق الفلسطينيين.

المفاوضات في الدوحة فشلت رغم وساطة ثلاثية

وكانت الجولة الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة قد عقدت في الدوحة بداية يوليو الجاري، بوساطة كل من الولايات المتحدة ومصر وقطر، لكنها فشلت في التوصل إلى اتفاق هدنة، وسط استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتفاقم الأوضاع الإنسانية هناك.

خلفية تصعيد إيراني إسرائيلي وتهديدات إقليمية

يأتي ذلك في أعقاب تصعيد عسكري خطير شهدته المنطقة خلال الشهر الماضي، حيث شنت إسرائيل هجومًا مفاجئًا على إيران استهدف مواقع نووية وعسكرية حساسة، وردّت طهران بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة.

كما انضمت الولايات المتحدة لفترة وجيزة إلى هذه المواجهة العسكرية، ما أدى إلى تعليق المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، وتوتر العلاقات الإقليمية بشكل غير مسبوق.

في هذا السياق، وصف ترامب سلوك إيران بعد الحرب بـ"إشارات سيئة جدًا"، دون أن يوضح طبيعتها، إلا أن المراقبين يرجّحون أن يكون يقصد تعثر مفاوضات النووي أو دعم إيران للفصائل المسلحة التي تصنّفها واشنطن على أنها "تهديد للمنطقة".

إيران تدعو واشنطن لوقف دعم العدوان الإسرائيلي

وفي ختام تصريحه، دعا إسماعيل بقائي الإدارة الأمريكية إلى وقف تصدير الأسلحة الفتاكة لإسرائيل، ومطالبة الاحتلال بوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والسماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية والطبية دون قيود.