-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
خلافات إسرائيلية حول الخطوة التالية في غزة: 3 خيارات بعد فشل “عربات جدعون”
خلافات إسرائيلية حول الخطوة التالية في غزة: 3 خيارات بعد فشل “عربات جدعون”
-
1 أغسطس 2025, 9:04:04 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025، أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تجد نفسها أمام مفترق استراتيجي حاسم يتعلق بالمرحلة المقبلة من العمليات في قطاع غزة، وذلك في أعقاب ما وصفته الصحيفة بـ"فشل أو هزيمة" القوات الإسرائيلية في مناطق رفح وخان يونس وشمال القطاع، ضمن عملية "عربات جدعون" التي انتهت دون تحقيق الأهداف المعلنة.
ثلاث سيناريوهات حاضرة
بحسب ما أوردته الصحيفة، فإن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير أوصى بالابتعاد عن الحلول القصوى، واقترح تنفيذ عمليات برية محدودة مصحوبة بحصار محكم على مخيمات وسط القطاع ومدينة غزة، بهدف استنزاف القدرات العسكرية المتبقية لحركة حماس، وجرّها إلى تفكير تدريجي في صفقة تبادل جزئية.
لكن هذا الاقتراح لا يمثل الخيار الوحيد المطروح، إذ يتداول المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل ثلاثة مسارات رئيسية لمستقبل الحرب:
1. خيار الحصار والاستنزاف
يرتكز هذا السيناريو على تطويق جغرافي شامل لمناطق وسط القطاع، مع تكثيف الضربات الجوية النوعية، وتنفيذ توغلات محدودة ومحسوبة تهدف إلى إنهاك ما تبقى من كتائب المقاومة.
ترى الأوساط العسكرية أن هذا الخيار يسمح بإبقاء الضغط على حماس دون المخاطرة بحياة الأسرى الإسرائيليين أو الانزلاق نحو حرب شاملة. كما يمنح صانعي القرار فرصة للمناورة السياسية إذا تطورت الظروف باتجاه مفاوضات.
2. الاقتحام البري الشامل
وهو السيناريو الذي ظل مطروحًا منذ شهور، ويقضي بشن هجوم بري كبير يستهدف المعقلين الأخيرين لحماس في غزة. لكنه، وفق ما تقوله الصحيفة، يُعد "عالي التكلفة" على الصعيدين العسكري والإنساني، وقد يؤدي إلى كارثة بالنسبة للأسرى الإسرائيليين إذا قررت المقاومة التعامل معهم كورقة ضغط.
ورغم إدراك صانعي القرار لهذه المخاطر، يرى بعضهم أن تحقيق نصر ميداني واضح قد يُغيّر قواعد اللعبة، ويمنح الحكومة المتعثرة شرعية داخلية كانت قد فقدتها بعد أشهر من الفشل والتراجع.
3. تحرك سياسي شامل
الخيار الثالث يقوم على طرح مبادرة رسمية أو سرية لوقف إطلاق نار شامل، مع انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية، مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء واستعادة جثامين الجنود.
تقول يديعوت إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يُعطي هذا الخيار اهتمامًا جديًا، خصوصًا بعد تقدّم المحادثات مع إدارة ترامب حول إمكانية صفقة موسعة تتضمن ترتيبات ما بعد الحرب، وقد تشمل ملفات مثل نزع سلاح حماس، وترتيبات أمنية إقليمية برعاية أمريكية.
حسابات داخلية وخارجية متضاربة
رغم عدم وضوح الخيار النهائي، إلا أن الصحيفة تنقل عن مصادر أمنية وسياسية أن بعض الدوائر في الحكومة ترى قيمة استراتيجية في الخيار السياسي حتى لو فشل، باعتباره يمنح إسرائيل غطاءً داخليًا ودوليًا في حال قررت استئناف الحرب البرية لاحقًا.
وفي الخلفية، تتصاعد الضغوط الدولية – خاصة من واشنطن – من جهة، ومن عائلات الأسرى الإسرائيلين والشارع المنقسم في الداخل من جهة أخرى، ما يجعل الحكومة عاجزة حتى الآن عن اتخاذ قرار حاسم.
في الانتظار: معادلة معقدة ومشهد مفتوح
تُبقي تل أبيب خياراتها مفتوحة بين الحسم العسكري الباهظ، أو الاستنزاف البطيء، أو القفز نحو صفقة شاملة. لكن أي قرار سيتأثر في النهاية بمدى قدرة حماس على الصمود، وتوازن الضغوط السياسية، ودرجة الانقسام داخل المؤسسة الحاكمة في إسرائيل.
وحتى اتضاح المسار، يبقى أكثر من 2.2 مليون فلسطيني في غزة رهائن لهذا التردد الإسرائيلي، تحت الحصار، والقصف، والجوع، والدمار المستمر منذ أكتوبر 2023، دون أفق قريب لوقف المجزرة أو إنقاذ ما تبقى من القطاع المحاصر.










