الإعلام العبري: موجة الاعتراف بدولة فلسطين تجتاح العالم وتفضح انحدار مكانة تل أبيب الدولية

profile
  • clock 1 أغسطس 2025, 9:41:21 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

تشهد إسرائيل موجة متزايدة من الانتقادات الداخلية بسبب تدهور مكانتها الدولية، في ظل استمرار حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023. ووصفت قنوات إعلامية وشخصيات سياسية ودبلوماسية إسرائيلية هذا التدهور بأنه غير مسبوق، ويهدد بانهيار شامل لعلاقات تل أبيب الخارجية، وسط ما يُشبه "تسونامي دبلوماسي" يتجلى في تسارع اعتراف الدول بدولة فلسطين المستقلة.

الغضب الدولي يتسع

في القناة 13 الإسرائيلية، أكد محلل الشؤون السياسية غيل تماري أن الموجة الدبلوماسية الجارفة التي تُقبل فيها الدول على الاعتراف بفلسطين تهدف إلى ممارسة ضغط حاسم على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو – المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية – من أجل إنهاء الحرب فورًا.

من جهته، قال القنصل الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة شاي براك إن تل أبيب فقدت الكثير من الدعم داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي، في حين بدأ جمهور الحزب الجمهوري، الذي يُعتبر تقليديًا أكثر دعمًا لإسرائيل، ينقلب ضدها.

وأضاف براك: "نحن في لحظة حرجة. دول عديدة أعلنت استعدادها للاعتراف بفلسطين، ولا يمكن لإسرائيل الاستمرار دون دعم دولي".

تراجع شعبي في أمريكا.. وانهيار دبلوماسي شامل

في السياق ذاته، بثت القناة 13 استطلاعًا للرأي أجرته شبكة "سي إن إن" أظهر أن شعبية نتنياهو في الولايات المتحدة وصلت إلى أدنى مستوياتها، خاصة بين الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا، إذ سجلت 23 نقطة تحت الصفر، وهي نتيجة تعكس الغضب الشعبي الأمريكي من ما يشاهدونه من مجازر وتجويع ممنهج في غزة.

أما القنصل الإسرائيلي السابق في واشنطن ألوف بنكاس فقد ذهب أبعد، قائلًا إن الأزمة لا تتعلق بنتنياهو وحده، بل بـ"سمعة إسرائيل ككل"، التي "تشهد انهيارًا غير مسبوق على الساحة الدولية".

من سنغافورة إلى أستراليا: العزلة تتوسع

كشف مراسل الشؤون العربية في القناة 12 إيهود إيعاري عن تراجع مكانة إسرائيل حتى في دول صديقة مثل سنغافورة واليابان، وقال إن الشعوب هناك باتت تعارض بشدة ممارسات الاحتلال.

وأشار إلى أن الأوضاع باتت حرجة لدرجة أن الطلاب اليهود في أستراليا باتوا يخشون ارتداء رموز دينية مثل "نجمة داود" عند ذهابهم إلى المدارس، في إشارة إلى تصاعد الاحتقان الشعبي ضد إسرائيل.

تجويع غزة.. وخسارة الحلفاء

تطرق الإعلام الإسرائيلي إلى سياسة التجويع الممنهجة التي تنتهجها حكومة نتنياهو بدعم أمريكي، حيث قال قائد سلاح البحرية السابق أليعزر ماروم إن "منع وصول المساعدات إلى السكان بات أمرًا غير مقبول في القرن الحادي والعشرين"، مضيفًا أن ذلك "يسيء ليس فقط إلى إسرائيل، بل حتى إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه، الذي شاهد هذه المشاهد المروعة على التلفاز".

وفي القناة 12، أكدت مراسلة الشؤون الدولية كيرن بتسلئيل أن "إسرائيل باتت تُعامل كأنها دولة منبوذة... هذا ليس فقط انهيارًا دبلوماسيًا، بل هو انحدار أخلاقي عميق لم نشهده من قبل".

أما الصحفية حين آرتسي سرور من صحيفة يديعوت أحرونوت، فأشارت إلى "القطيعة الكاملة التي تعاني منها إسرائيل في الأوساط الثقافية الدولية"، مؤكدة أن "علاقات تل أبيب قد انتهت، وأن دبلوماسيتها تجاوزت الدقيقة 99".

حماس تقترب من تحقيق هدف الدولة

وفي مداخلة تلفزيونية، اعتبرت مراسلة القناة 12 في الولايات المتحدة يونا ليبزون أن حركة حماس تدرك أن الفلسطينيين باتوا أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق مطلبهم التاريخي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مضيفة: "حتى العالم يدرك ذلك اليوم".

وبنبرة نقدية شديدة، قال زعيم المعارضة يائير لبيد إن إسرائيل تمرّ بـ"انهيار دولي شامل وغير مسبوق"، مؤكّدًا أنه لم يشهد طوال سنواته في العمل السياسي والدبلوماسي هذا الكم من الدول التي تُعلن عن نيتها الاعتراف بفلسطين من طرف واحد.

وقال لبيد إن ما يحصل ليس فقط خطأ من جانب تلك الدول، بل نتيجة مباشرة لـ"تشكيل حكومة تضم أكثر العناصر تطرفًا في تاريخ إسرائيل"، في إشارة إلى حكومة نتنياهو الحالية.

لحظة انهيار أخلاقي واستراتيجي

وسط هذه المعطيات، يتّضح أن إسرائيل لا تواجه فقط حملة اعترافات دبلوماسية متسارعة بفلسطين، بل تآكلًا جذريًا في مكانتها الأخلاقية والاستراتيجية عالميًا. وهو ما ينعكس ليس فقط في المؤسسات الدولية أو العواصم الأوروبية، بل حتى داخل الولايات المتحدة نفسها، حيث بدأ حلفاؤها التقليديون يعيدون تقييم موقفهم في ظل الجرائم التي تُرتكب في غزة يوميًا.

وهكذا، يجد الاحتلال نفسه معزولًا، محاصرًا، خاسرًا حتى في حرب الرواية، بينما تمضي القضية الفلسطينية بخطى ثابتة نحو نيل اعتراف أممي شامل، يعكس التحول العميق في الوعي العالمي تجاه معاناة الفلسطينيين وعدالة قضيتهم.

التعليقات (0)