-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
خبراء دوليون: فرصة منع الموت الجماعي في غزة تتلاشى.. وبالنسبة للكثيرين فقد فات الأوان
خبراء دوليون: فرصة منع الموت الجماعي في غزة تتلاشى.. وبالنسبة للكثيرين فقد فات الأوان
-
31 يوليو 2025, 4:08:50 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
حذّر خبراء دوليون في مجال الصحة، في تصريحات لقناة "NBC" الأمريكية، من أن كارثة المجاعة في غزة على وشك الوصول إلى مرحلة الموت الجماعي الواسع، مؤكدين أن فرصة إنقاذ من تبقّى من المدنيين تتلاشى سريعًا، وقد فات الأوان بالنسبة لكثيرين، في ظل غياب أي استجابة حقيقية أو إغاثة عاجلة.
وفي تصريحات لافتة، قال الخبراء إن "بعض أطفال غزة الذين ينجون من سوء التغذية الحاد سيواجهون عواقب صحية ونمائية طويلة الأمد قد تلازمهم طيلة حياتهم"، وهو ما يسلط الضوء على الأثر الكارثي غير القابل للعلاج الذي خلّفته سياسة التجويع المنهجي التي تتبعها إسرائيل في القطاع، وسط دعم أمريكي سياسي وعسكري ولوجستي مستمر.
سياسة تجويع ممنهجة بشهادة منظمات دولية
هذه التصريحات الخطيرة تعيد التأكيد على ما سبق أن حذّرت منه منظمات حقوقية وطبية، بينها "أطباء بلا حدود" و"هيومن رايتس ووتش" وبرنامج الأغذية العالمي، حول تعمّد إسرائيل استخدام الغذاء كسلاح حرب، من خلال:
منع دخول المساعدات الإنسانية عبر المعابر منذ مارس الماضي.
استهداف المدنيين المنتظرين للحصول على الغذاء، كما وثّقته وزارة الصحة في غزة التي أعلنت أن أكثر من 1200 فلسطيني استُشهدوا أثناء محاولاتهم تلقي مساعدات منذ مايو الماضي.
التحكّم في آلية توزيع المساعدات عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي تُتّهم بالسعي إلى تجميع السكان تمهيدًا لتهجيرهم قسرًا، في واحدة من أكثر السياسات ابتذالًا لخطط الاحتلال الرامية إلى تفريغ غزة.
زيارة ويتكوف.. للاطلاع أم لتجميل الجريمة؟
تأتي تحذيرات "NBC" بالتزامن مع وصول المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى إسرائيل، في زيارة تتناول – من بين ملفات أخرى – "الوضع الإنساني في غزة". ووفق تقارير عبرية، سيزور ويتكوف أحد مراكز توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة "غزة الإنسانية"، في محاولة وصفت بأنها "للاطلاع على الأوضاع ميدانيًا".
لكنّ هذه الزيارة، في نظر الكثيرين، لا تنفصل عن محاولات الإدارة الأمريكية التخفيف من الغضب الدولي المتصاعد، خاصة مع تزايد صور الجوعى والمرضى في غزة، دون اتخاذ أي إجراءات فعلية لفرض إدخال الغذاء أو وقف الحرب.
70% من مباني غزة دمّرت والمجاعة تُزهق الأرواح
في تقارير سابقة، وثّقت الأمم المتحدة دمار نحو 70% من مباني قطاع غزة، فيما تؤكد وزارة الصحة بغزة أن التجويع الإسرائيلي تسبّب في وفاة عشرات الأطفال، إلى جانب تزايد وفيات كبار السن والمرضى بسبب الجوع وسوء التغذية.
كما قالت قناة "NBC" نقلاً عن خبراء، إن الوضع الإنساني بات "خارج السيطرة"، وإن السياسات الإسرائيلية تهدف بوضوح إلى كسر صمود السكان عبر تحويل غزة إلى مقبرة جماعية بطيئة.
دعم أمريكي مقابل مأساة إنسانية
رغم هذه التحذيرات، تواصل الإدارة الأمريكية تقديم الدعم العسكري والسياسي الكامل لإسرائيل، بما في ذلك:
توفير الذخائر والأسلحة الهجومية المستخدمة في قصف المنشآت المدنية.
الدفاع عن إسرائيل في مجلس الأمن، ومنع صدور قرارات ملزمة بوقف الحرب.
التواطؤ في إدارة ملف المساعدات الإنسانية، عبر "فلاتر أمنية" إسرائيلية تجعل إدخال الغذاء خاضعًا لمزاج الاحتلال وأهدافه السياسية.
نهاية الفرصة.. وغياب العدالة
تحذير "NBC" بأن الفرصة لمنع الموت الجماعي في غزة تتلاشى، وأن بعض الأطفال لن ينجوا حتى لو وصلت المساعدات الآن، يعكس الحقيقة المرّة: أن العد التنازلي للإبادة لم يعد نظريًا، وأن المجتمع الدولي عاجز أو متواطئ، وأن أمريكا، بدلًا من التدخل لوقف المجازر، تُساهم في إدارتها.
وفي مواجهة هذا الصمت، لا يملك أهل غزة سوى الصمود تحت الحصار والجوع، وإيصال أصواتهم للعالم قبل أن يُدفنوا أحياءً تحت الركام أو في قوائم "من فاته الطعام".





