تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: شيماء مصطفى

في خانيونس جنوب قطاع غزة، أسدل الجوع الستار على حياة الشاب عادل ماضي (27 عامًا)، بعد أن أنهكه المرض وسوء التغذية، في منطقة تعاني من حصار خانق وتجويع ممنهج، وانعدامٍ تام لأبسط مقومات الحياة.

جسد نحيل وروح أنهكها الانتظار

لم يكن عادل يحمل سلاحًا، ولا كان يقف على جبهة قتال، بل كان شابًا يحلم مثل أقرانه بحياة كريمة وفرصة عمل وبيت آمن. لكن الحصار الذي يطبقه الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ أشهر، حرمه من الغذاء والدواء وحتى الهواء، إلى أن صار جسده هشًا وروحه ثقيلة لا تحتمل الألم.

الجوع قاتل بلا رصاص

لم يمت عادل تحت القصف، بل على سرير مهترئ في بيت خالٍ من الطعام، في واحدة من أبشع صور الموت البطيء. فتكت به المجاعة، وتركه المرض يتألم في صمت، وسط عجز تام في المنظومة الصحية، وشحّ في الدواء والغذاء.

الإبادة بصمت.. وصوت عادل لن يُنسى

رحيل عادل ماضي ليس حالة فردية، بل شاهد جديد على حرب التجويع التي تُمارس بحق المدنيين في قطاع غزة. موته شهادة حيّة على فشل العالم في حماية حق الإنسان في الحياة، وعلى أن الإبادة لا تتم فقط بالقنابل، بل أيضاً بقطع الغذاء وترك الناس يموتون جوعًا.