تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، يوم الأربعاء، تحذيراً عاجلاً بشأن تدهور الوضع الغذائي في قطاع غزة، مؤكدًا أن الكارثة الإنسانية تتسارع بشكل ينذر بانهيار كامل في الأمن الغذائي إذا لم يتم التدخل فوراً.

ثلث سكان غزة دون طعام.. و75% يعانون من الجوع الحاد

وأوضح البرنامج في بيانه أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص في غزة يقضي أيامًا كاملة دون طعام، بينما يعاني نحو 75% من السكان من مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي، وهي أرقام صادمة تعكس عمق الأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكان القطاع.

وأشار التقرير إلى أن أكثر من ربع سكان غزة يعيشون في ظروف "تشبه المجاعة" بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية الأساسية، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

تحذير دولي: الوقت يوشك على النفاد

وأكد البرنامج أن "الوقت يوشك على النفاد" لتفعيل استجابة إنسانية شاملة، داعياً إلى تحرك دولي عاجل من أجل فتح المعابر وإدخال المساعدات إلى المدنيين المحاصرين، قبل أن تنهار منظومة الأمن الغذائي بالكامل في القطاع.

حصار خانق ومصائد موت على المعابر

منذ 2 مارس الماضي، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة "حماس"، مغلقة معابر غزة أمام مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات، والتي ما زالت متكدسة على الحدود.

وتُظهر إحصائيات وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 1,132 فلسطينيًا استشهدوا أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية، وأُصيب أكثر من 7,521، في مواقع توزيع توصف بـ"مصائد الموت"، حيث يطلق الاحتلال النار على المدنيين المحتاجين.

منظمات المجتمع المدني: إسرائيل تضلل العالم

وحذرت منظمات المجتمع المدني في غزة من أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم خداع العلاقات العامة، عبر الترويج الإعلامي الزائف عن دخول مساعدات إنسانية، في حين أن الواقع يشير إلى منع فعلي لوصولها إلى المناطق المتضررة.

وأكدت المنظمات أن ما يجري هو مجاعة ممنهجة يقودها الاحتلال، في ظل تجاهل عالمي وتحرك بطيء من الجهات الدولية المسؤولة عن حماية المدنيين.

العدوان الإسرائيلي المستمر يزيد المعاناة

منذ 7 أكتوبر 2023، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بدعم أمريكي وأوروبي، مستخدمًا القصف الجوي لتدمير البنى التحتية، والمستشفيات، والمباني السكنية فوق رؤوس المدنيين، مع منع دخول الماء، والغذاء، والدواء، والوقود.

وأدى هذا العدوان إلى استشهاد نحو 60 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 145 ألفًا، إلى جانب تدمير شامل وتشريد كامل للسكان، في كارثة إنسانية توصف بأنها الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب تقارير محلية ودولية.