-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
منظمات غزة: الاحتلال يروّج كذبًا لوصول المساعدات... والمجاعة تفتك بملايين المدنيين
جريمة مستمرة منذ أكتوبر
منظمات غزة: الاحتلال يروّج كذبًا لوصول المساعدات... والمجاعة تفتك بملايين المدنيين
-
30 يوليو 2025, 1:20:25 م
-
431
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
حذرت منظمات المجتمع المدني في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، من تفاقم الكارثة الإنسانية، وسط استمرار الاحتلال الإسرائيلي في استخدام سياسة العلاقات العامة لتضليل المجتمع الدولي بشأن وصول المساعدات، بينما تتسع المجاعة في غزة لتشمل ملايين المدنيين، خاصة الأطفال.
وأكدت المنظمات، في بيان صحفي رسمي، أن إسرائيل تمارس الخداع الإعلامي من خلال الترويج الزائف لوصول مساعدات إنسانية، في حين أن الواقع على الأرض يثبت أن الشاحنات لا تصل إلى المناطق المنكوبة، أو تمنع من تجاوز ما يُعرف بـ"المناطق الحمراء"، حيث يُستهدف المواطنون بالرصاص المباشر والقنص المتعمد.
تضليل إعلامي... ومجزرة صامتة
ووصفت منظمات غزة الإجراءات الإسرائيلية بأنها "مظاهر وهمية للمساعدات الإنسانية" هدفها الالتفاف على الضغوط الدولية، بينما تستمر سلطات الاحتلال في تنفيذ سياسة التجويع الجماعي عبر طرق جديدة تعتمد على الحصار الكامل، والقتل البطيء.
وأشار البيان إلى أن الشاحنات التي يُسمح بدخولها إلى القطاع لا تتجاوز نقاطًا محددة وخطيرة، يُطلق عليها محليًا اسم "المناطق الحمراء"، وهي مناطق يتعرض فيها السكان المدنيون لإطلاق نار مباشر من دبابات الاحتلال وقناصته، بل وحتى أسلحة رشاشة ذاتية التوجيه.
مجاعة الأطفال وحديثو الولادة
وكشفت المنظمات أن عشرات الأطفال حديثي الولادة لقوا حتفهم خلال الأيام الماضية نتيجة انعدام الحليب العلاجي والمكملات الغذائية، في حين يواجه مئات آخرون المصير نفسه في ظل غياب أي تدخل دولي فاعل.
وطالبت المنظمات بتخصيص يوم كامل لدخول الحليب العلاجي عبر المعابر، معتبرة ذلك ضرورة قصوى لإنقاذ أرواح الأطفال، الذين تُركوا للموت جوعًا في ظل انهيار النظام الصحي ونقص الأدوية.
600 شاحنة يوميًا... الحد الأدنى
وأكد البيان أن الحد الأدنى المطلوب لاحتواء المجاعة الحالية في غزة هو تدفق 600 شاحنة مساعدات يوميًا، محذرًا من أن الكميات التي تدخل حاليًا "لا تكفي لبقاء السكان على قيد الحياة، ولا تُحدث أي فارق في المشهد الكارثي".
كما دعا إلى إعلان واضح وصريح بفتح المعابر بشكل كامل، لتسهيل دخول السلع الغذائية والأدوية ومستلزمات النظافة، محذرًا من أن البدائل المطروحة مثل الإنزالات الجوية "لا تحمل قيمة حقيقية" أمام حجم الكارثة التي تضرب أكثر من مليوني فلسطيني.
مسؤولية المجتمع الدولي
وحملت منظمات المجتمع المدني المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، مطالبة بـ"تحرك عاجل وغير مشروط"، لوقف تحكم الاحتلال الإسرائيلي في آلية توزيع المساعدات، والتي تحوّلت إلى أداة تستخدم لـ"القتل المنهجي عبر الجوع".
وطالبت أيضًا بتشكيل لجنة دولية محايدة للإشراف على توزيع المساعدات بشكل آمن وعادل، خارج سيطرة إسرائيل، مؤكدة أن الوضع الحالي يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
جريمة مستمرة منذ أكتوبر
يُشار إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة مستمر منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث ترتكب "إسرائيل"، بدعم أميركي، إبادة جماعية شاملة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، وسط تجاهل تام للنداءات الدولية، وتحدٍ مباشر لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب.
ووفق بيانات رسمية، خلفت هذه الإبادة أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، في حين تعاني مئات آلاف الأسر من النزوح القسري، وانعدام الماء والغذاء والدواء.
إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في تسييس المساعدات، والتلاعب بها لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية، يعكس وجهًا جديدًا من جرائم الحرب في غزة. وفي ظل هذا الوضع الكارثي، بات لزامًا على العالم أن يتحرك بشكل فوري لوقف المجاعة الجماعية، وإنقاذ من تبقى من أطفال غزة قبل أن تُزهق أرواحهم جوعًا أمام أعين العالم.








