تصريحات أميركية متناقضة

خطة مساعدات أمريكية لغزة.. إغاثة أم إدارة جديدة للحصار؟

profile
  • clock 11 مايو 2025, 4:06:11 م
  • eye 411
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة ودخولها مرحلة المجاعة، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الخميس الماضي بتصريح قال فيه إن أزمة منع المساعدات الإنسانية في طريقها للحل، في إطار ما وصفها بـ"خطة أمريكية شاملة" لإغاثة السكان المحاصرين.

لكن هذا التصريح، الذي جاء بعد ثلاثة أشهر من الحصار الكامل الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على غزة، أثار شكوكًا واسعة حول النية الحقيقية وراء الخطة الأمريكية، خاصة في ظل الدعم الأميركي المستمر لحكومة الاحتلال، وموقف ترامب العدائي المعلن ضد المقاومة الفلسطينية.

مبادرة "صندوق المساعدات لغزة"... وثيقة مسربة تثير الجدل

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن وثيقة من 14 صفحة، قدمها ستيف ويتكوف لمجلس الأمن الدولي، تتضمن إنشاء ما يسمى "صندوق المساعدات الإنسانية لغزة". وتنص المبادرة على إنشاء أربعة مراكز توزيع في القطاع، تخدم مبدئيًا 1.2 مليون نسمة، مع خطط للتوسع لاحقًا.

وتُدار عملية التوزيع عبر قنوات "مؤمنة"، وفرق تأمين خاصة دون تدخل عسكري إسرائيلي مباشر، وتشمل التوزيعات طرود غذائية، مستلزمات نظافة، أدوية ومياه، بتكلفة 65 دولارًا لكل صندوق عائلي يحتوي على 50 وجبة.

تصريحات أميركية متناقضة

السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، أشار إلى أن الخطة الجديدة تسعى لتوزيع المساعدات "بأمان وكفاءة"، عبر آلية لا تعتمد على الوجود العسكري.
وأوضح أن شركات أمن خاصة ستضمن سلامة فرق التوزيع، وأن إسرائيل لن تكون طرفًا مباشرًا في العملية، بل سيقتصر دورها على "الجانب الأمني"، دون الكشف عن أسماء الشركاء أو المؤسسات غير الربحية المشاركة.

مراقبون: المشروع محاولة للسيطرة لا للإغاثة

رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، أكد أن الخطة الأميركية الإسرائيلية تهدف إلى فرض السيطرة على السكان وتجويعهم لإجبارهم على النزوح.
وقال: "ليست هذه الخطة مشروعًا إنسانيًا، بل مناورة مدروسة لتقنين التجويع وتثبيت الحصار"، معتبرًا أنها انتهاك صارخ للقانون الدولي الذي يُلزم بتقديم المساعدات بشكل فوري وفعّال دون عوائق.

حماس: المساعدات ليست محل تفاوض

من جانبه، قال الدكتور باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن الخطة المقترحة "ليست بعيدة عن التصور الإسرائيلي لعسكرة المساعدات".
وأضاف أن "حق شعبنا في الطعام والدواء ليس محل تفاوض"، مشددًا على أن المقاومة لن تسمح بتحويل الغذاء إلى ورقة ضغط تمهّد لتهجير السكان.

غزة تختنق... والمجاعة في أقسى صورها

مع استمرار إغلاق المعابر للشهر الثالث على التوالي، تفشت المجاعة في غزة بأبشع صورها. عشرات الشهداء سقطوا بسبب الجوع، و2.3 مليون إنسان يواجهون خطر الانهيار الصحي والمعيشي، بينما العالم يناقش "الآليات" بدلًا من رفع الحصار.

التعليقات (0)