تكبير الخط تصغير الخط

في تطور غير مسبوق على مستوى العلاقات الدولية بشأن القضية الفلسطينية، كشفت مصادر فلسطينية وإعلامية متطابقة عن محادثات مباشرة ومتقدمة بين حركة "حماس" والإدارة الأميركية، تهدف إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالتزامن مع مساعٍ لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين.

مفاوضات مباشرة وتطور نوعي

ونقلت وكالة "رويترز" عن قناة "كان" الإسرائيلية، تأكيد مسؤول فلسطيني مطّلع على الملف، أن المحادثات بين حماس وواشنطن تجري بشكل مباشر، في محاولة لكسر الجمود الذي أصاب المسارات التفاوضية التقليدية.
من جانبه، أكد الصحفي تامر المسحال أن "الساعات الأخيرة شهدت تقدماً واضحاً في المفاوضات المباشرة"، واصفًا ذلك بأنه "تطور نوعي" في الاتصالات غير التقليدية التي تقودها الإدارة الأميركية.

قناة الجزيرة: المحادثات جارية منذ أيام

كما نقلت قناة الجزيرة عن قيادي في حركة حماس أن "المفاوضات مع الإدارة الأمريكية جارية منذ عدة أيام"، موضحًا أنها "تتناول ملف وقف الحرب في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية"، وأن هذه المحادثات وصلت إلى مراحل متقدمة من التفاهم.

ضغط دولي متصاعد لوقف الحرب

وتأتي هذه التطورات في وقت يتزايد فيه الضغط الدولي على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، لوقف العمليات العسكرية المتواصلة في غزة منذ عدة أشهر، والتي أدت إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، وارتفاع مروع في أعداد الضحايا من المدنيين، خصوصًا النساء والأطفال.

تحوّل استراتيجي في تعاطي واشنطن مع حماس

تمثّل هذه المفاوضات المباشرة تحولًا استراتيجيًا في موقف واشنطن من حركة حماس، التي كانت تُدرج سابقًا على قوائم "المنظمات الإرهابية" لدى الحكومة الأميركية.
ويعكس هذا التحوّل إدراكًا أميركيًا متزايدًا لأهمية حماس كطرف لا يمكن تجاوزه في أي ترتيبات سياسية أو إنسانية تخص مستقبل غزة، خاصة في ظل فشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهدافه العسكرية رغم الشهور الطويلة من القصف والعدوان.

واشنطن تعيد رسم قواعد الاشتباك السياسي

ويؤكد مراقبون أن هذا الانفتاح الأميركي على حماس قد يُعيد تشكيل قواعد الاشتباك الدبلوماسي في المنطقة، ويمهّد لمرحلة جديدة من إدارة الأزمات بعيدًا عن الهيمنة الإسرائيلية، خصوصًا مع تصاعد الضغوط الحقوقية والسياسية داخل الولايات المتحدة نفسها على إدارة ترامب بسبب دعمها غير المشروط لإسرائيل.

ويتكوف يتباحث مع إسرائيل وقطر ومصر... وعبرهم مع حماس

وفي سياق متصل، نقل موقع أكسيوس عن مصدر مطلع أن ستيف ويتكوف يجري حاليًا مباحثات مع إسرائيل وقطر ومصر، وأن الاتصالات مع حماس تتم كذلك عبر هذه القنوات. وتتناول هذه المشاورات ملفات إطلاق سراح الرهائن والتوصل إلى سلام أوسع نطاقًا، ما يشير إلى تعدد المسارات وارتفاع مستوى التنسيق الدبلوماسي في هذه المرحلة الحرجة.