-
℃ 11 تركيا
-
16 يونيو 2025
تحولات الموقف الأميركي تربك حسابات نتنياهو في غزة وإيران
مؤشرات على تراجع الثقة الأميركية بنتنياهو
تحولات الموقف الأميركي تربك حسابات نتنياهو في غزة وإيران
-
11 مايو 2025, 3:56:44 م
-
410
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نتنياهو وترامب
في تطور لافت يعكس تبدلاً في أولويات السياسة الخارجية الأميركية، كشفت شبكة NBC الأميركية عن تصاعد التوتر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك على خلفية التباين في المواقف إزاء العدوان على غزة والملف النووي الإيراني. ووفقًا للتقرير، فإن ترامب أعرب عن إحباطه من استمرار الحرب على غزة، واعتبر أن "الجهد العسكري الإسرائيلي غير مجدٍ" ويعقّد خطة واشنطن لإعادة إعمار القطاع.
ضغوط أميركية لوقف إطلاق النار ومبادرة إقليمية مرتقبة
وبحسب مصادر الشبكة، فإن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطًا متزايدة على كل من إسرائيل وحركة حماس للموافقة على وقف إطلاق نار، في إطار مبادرة شاملة يُتوقع أن يعلن عنها ترامب خلال زيارته المرتقبة للمنطقة هذا الأسبوع.
وتهدف المبادرة، المدعومة من عدة دول عربية، إلى فرض حل سياسي يتضمن:
وقفًا فوريًا للعدوان
إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة
انسحابًا كاملاً للاحتلال من غزة
نزع سلاح المقاومة ضمن صيغة متفق عليها
تشكيل حكومة محلية لإدارة القطاع
بدء عملية إعادة الإعمار
فتح مسار تفاوضي سياسي طويل الأمد
مؤشرات على تراجع الثقة الأميركية بنتنياهو
وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن ترامب بات أكثر انفتاحًا على المقترحات العربية، وسط مؤشرات على تراجع ثقته في نتنياهو، أبرزها:
تجاوز إسرائيل في جدول زيارته المرتقبة للمنطقة
التوصل لاتفاق مع الحوثيين دون تنسيق مع تل أبيب
الانخراط في مفاوضات مباشرة مع إيران
من جانبها، كشفت NBC أن ترامب يسعى لعقد اتفاق نووي جديد مع إيران يمنعها من امتلاك سلاح نووي، وهو ما يثير قلقًا متزايدًا في إسرائيل، حيث تعتبر تل أبيب أن أي اتفاق يسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم يشكل خطرًا استراتيجيًا.
نتنياهو في مأزق داخلي وخارجي
رغم نفيه العلني لوجود خلافات مع ترامب، قال نتنياهو أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست: "أنا وترامب نرى نفس الشيء"، غير أن مصادر نقلت عن رئيس وزراء الاحتلال قوله في جلسات مغلقة إن "المفاوضات الأميركية مع إيران مضيعة للوقت"، معترفًا بأنه لا يمتلك حاليًا أوراق ضغط حقيقية لثني واشنطن عن سياساتها الجديدة.
المقاومة ترفض التنازل: لا وقف لإطلاق النار دون شروط
في المقابل، أكد محمد الهندي، نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، أن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين إلا بعد وقف العدوان وإنهاء الحرب.
وأضاف: "نزع سلاح المقاومة يعني بدء التهجير القسري للفلسطينيين من غزة، وهذا لن يحدث"، متهمًا الاحتلال بإغراق الوسطاء بمطالب تعجيزية تهدف إلى استعادة الأسرى دون تقديم أي تنازلات حقيقية.
لا تطبيع في ظل حكومة نتنياهو
وفيما يتعلق بالملف الإقليمي، أكدت مصادر سعودية لقناة 12 الإسرائيلية أن فرص التطبيع مع السعودية معدومة في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية، مشددة على أن الالتزام بقيام دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وفق مبادرة السلام العربية، هو الشرط الأساسي لأي تطبيع مستقبلي.
مرحلة جديدة من الحسابات الإقليمية
رغم عمق العلاقة التاريخية بين واشنطن وتل أبيب، فإن التوتر الحالي يعكس تحولًا في أولويات الولايات المتحدة، التي تسعى إلى إنهاء الحروب المكلفة في الشرق الأوسط والدخول في تسويات تحقق مصالحها الاستراتيجية، ولو كان ذلك على حساب أجندة إسرائيل.
في المقابل، يواجه نتنياهو تراجعًا في النفوذ والدعم الدولي، وسط مقاومة فلسطينية ترفض التنازل عن سلاحها أو قضاياها الجوهرية، وهو ما يُنذر بتحول جذري في شكل العلاقة بين الأطراف، إذا ما فُرضت المبادرة الأميركية بصيغتها الحالية.










