تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أكد كمال أبو عون، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن قيادة الحركة تواصل جهودها السياسية والدبلوماسية على مدار الساعة مع مختلف الوسطاء الإقليميين والدوليين، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل ينهي العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من تسعة أشهر.

انفتاح على الوساطات وتحذير من مخططات الاحتلال

وأوضح أبو عون في تصريح صحفي مساء الأربعاء، أن "الحركة منفتحة بشكل إيجابي على المبادرات والمقترحات التي يقدمها الوسطاء"، في إشارة إلى الجهود التي تبذلها كل من قطر ومصر في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية.

وشدد على أن شعب غزة أفشل مشاريع الاحتلال الرامية إلى فرض إدارة بديلة مشبوهة في القطاع، معتبرًا ذلك "انتصارًا سياسيًا وشعبيًا" في وجه محاولات الالتفاف على الإرادة الفلسطينية.

الأمن القومي العربي في دائرة الخطر

وفي موقف لافت، دعا أبو عون الدول العربية والإسلامية إلى إدراك حجم المخاطر التي يمثلها المشروع الإسرائيلي التوسعي، مؤكدًا أن "المعركة الدائرة ليست فلسطينية بحتة، بل تمس الأمن القومي العربي والمصالح الاستراتيجية للأمة بأسرها".

وأضاف أن "التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لا يجلب الازدهار، بل يكرس التبعية"، محذرًا من أن أي خطوات تطبيعية بعد المجازر في غزة ستُعد "خيانة للقدس وتنصلاً من المسؤولية التاريخية".

إشادة بالدور التركي ومطالب بتسريع الإغاثة

كما أشاد أبو عون بدور تركيا في دعم الشعب الفلسطيني سياسيًا وإنسانيًا، متمنيًا أن تؤتي جهود الوساطة ثمارها قريبًا من خلال اتفاق لوقف إطلاق النار والشروع في إعادة إعمار قطاع غزة.

مبادرة أمريكية وحديث عن هدنة مؤقتة

وتأتي تصريحات حماس في وقت أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موافقة إسرائيل على هدنة لمدة 60 يومًا، بوساطة قطرية ومصرية، تتضمن ترتيبات جزئية تتعلق بتبادل الأسرى وتخفيف محدود للحصار.

في المقابل، قالت حركة حماس إن الوسطاء يبذلون جهودًا مكثفة لجسر الهوة بين الأطراف، مؤكدة أنها تتعامل بمسؤولية عالية وتُجري مشاورات وطنية شاملة بشأن المقترحات المطروحة، بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن وقف العدوان وانسحاب الاحتلال وتقديم الإغاثة العاجلة.

حصيلة كارثية للعدوان الإسرائيلي

يُذكر أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أسفر حتى الآن عن أكثر من 191 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، وسط دمار غير مسبوق في البنية التحتية والمرافق الحيوية.