حشد: غزة تحتضر جوعًا ونارًا… والضفة تُضمّ قسرا والنكبة مستمرة

profile
  • clock 23 يوليو 2025, 5:29:39 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
حشد: غزة تحتضر جوعًا ونارًا… والضفة تُضمّ قسرا والنكبة مستمرة

أعربت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) عن بالغ قلقها وغضبها من التدهور الإنساني الكارثي والمتسارع في قطاع غزة، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي الشامل، والحصار الخانق، والتجويع المتعمد، والاستهداف الممنهج للمدنيين والعاملين الصحيين والصحفيين، وسط صمت وعجز دولي فاضح  يرقى إلى مستوى الشراكة في الجريمة المستمرة بحق سكان غزة ، ففي كل يوم تستمر فيه حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة تتفاقم المأساة الإنسانية وتداعيات ما بعد الكارثة فيما يحدث يمثل افظع اشكال الإبادة والمجاعة نتيجة الاستهداف المباشر للمدنيين وتدمير منازل وممتلكات المواطنين والمؤسسات الخدمية والبني التحتية والمقدرات الصحية والزراعية ومصادر المياه ، مع مواصلة الاحتلال الإسرائيلي فرض حصار منذ 143 يوما يمنع فيه دخول المساعدات الإنسانية والوقود ، والمستلزمات الطبية وحليب الأطفال والمواد والمكملات الغذائية والأدوية.

 

وتابعت أن هذا الامر تسبب ولازال في ان تسجل غزة تفشياً مخيفاً للجوع حيث تفيد مؤشرات المجاعة الكاملة في غزة الى ان كل سكان القطاع باتوا يعانون من المجاعة من الدرجة الخامسة الجوع الكارثي والدرجة الرابعة الجوع الحاد ،  حيث لم يتناول ثلث السكان أي طعام لأيام متواصلة، فيما لا تحصل 90% من العائلات على مياه صالحة للشرب ، فيما يعاني مليون طفل من امراض سؤ التغذية ، وفيما سجل خلال الأيام الماضية وفاة  83 طفلًا وأكثر من 650 مريضًا بسبب الجوع وسوء التغذية، وسجلت الطواقم الطبية والمنظمات الدولية وصول الالاف من المواطنين وهم في حالات اغماء نتيجة الجوع الشديد، فيما باتت الامراض الجلدية والمعوية والتنفسية نتيجة الجوع وتدهور خدمات الصرف الصحي وتلوث المياه تتفشي لدي معظم سكان القطاع ، كما علنت وزارة الصحة عن تسجيل 45 حالة شلل رخو حاد ما يثير المخاوف من تفشي شلل الأطفال ، فيما تتزامن المجاعة وانتشار الامراض وارتفاع عدد الجرحى مع مخاوف جدية من توقف المستشفيات، وانهيار صحي كامل ووشيك يهدد حياة آلاف الجرحى والمرضى، إذ أعلنت وزارة الصحة عن خروج 6 منشآت صحية رئيسية عن الخدمة ، بينما تعاني الأخرى من شلل شبه كامل نتيجة نقص الوقود والإمدادات الطبية.

الهيئة الدولية “حشد” خلال  ال24 ساعة الماضية أعلنت وزارة الصحة وفاة (10)  مواطنين بسبب الجوع، ليرتفع عدد ضحايا المجاعة إلى (111)  معظمهم من الأطفال وكبار السن والمرضى في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية ونقص حاد في الغذاء والماء والدواء  فيما وثق استشهاد( 113 ) شهيدًا مدنيًا، بنيهم (34)  شهيدًا من طالبي المساعدات المجوعين الذين استهدفهم الاحتلال أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء ليرتفع بذلك حصيلة “شهداء المساعدات” إلى( 1,060 ) شهيدًا وأكثر من (7,207 ) جريحًا، بما يرفع الحصيلة الإجمالية للضحايا منذ 7 أكتوبر 2023 الى (59,219) شهيد، و (143,045) مصابًا بجراح متفاوتة منهم 32 الف حالة بات تعاني من الإعاقة فقدان للأطراف، في  حصيلة غير نهائية، إذ لا تزال آلاف من الجثث والمصابين تحت الأنقاض وفي الطرقات، وسط عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم، بفعل استمرار العدوان الإسرائيلي ونفاد الوقود والاستهداف المباشر للفرق الطبية والدفاع المدني.

الهيئة الدولية “حشد” تدين وبشدة مواصلة استهداف الصحفيين، والتي أسفرت عن استشهاد الصحفية ولاء الجعبري وأطفالها اليوم، إثر قصف مباشر لشقتها السكنية ليرتفع بذلك عدد شهداء الصحافة إلى (231) صحفيًا وصحفية، في سياسة إسرائيلية تهدف لقتل الشهود ومنع التغطية الإعلامية اثناء الصحفيين عن القيام بدورهم في توثيق وفضح جرائم الإبادة الجماعية.

الهيئة الدولية حشد : تدين وبأشد العبارات تصويت الكنيست الإسرائيلي لصالح مشروع قرار يدعو لفرض ما تسمى “السيادة الإسرائيلية” على الضفة الغربية المحتلة، في خطوة استعمارية تشكّل تصعيدًا خطيرًا واستخفافًا فاضحًا بقرارات الأمم المتحدة، وتحديًا سافرًا للرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية، ونسفًا ممنهجا لفرص تطبيق حل الدولتين ، وامتدادا  لسلسلة من القرارات والقوانين العصرية التي من بيها قانون القومية الإسرائيلي وقرار الكنسيت برفض إقامة دولة فلسطينية، بما يكشف عن النوايا الحقيقية للاحتلال في شرعنه وتوسيع الاستيطان الاستعماري  والاستيلاء على الأراضي، وتكريس الاحتلال وتهويد الضفة الغربية بالكامل.

الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” واذ تحمل سلطات الاحتلال الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، وإذ تحذر من التراخي الدولي في الاعلان عن غزة منطقة مجاعة متعمدة واتخاذ التدابير اللازمة والعاجلة لوقف تداعياتها الكارثية، فكافة التقارير الدولية تؤكد دخول قطاع غزة دخل فعليًا مرحلة المجاعة الكاملة، وفق التصنيفات الأممية، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي منع دخول المساعدات الإنسانية للشهر الخامس على التوالي، في انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف، ولا سيما المادة (55) من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تُلزم القوة المحتلة بضمان توفير الغذاء والدواء للسكان المدنيين، الامر الذي يعمق المجاعة في أوساط سكان القطاع، واذ تحمل إسرائيل وشركائها دولا وشركات كامل المسؤولية عن هذه الجرائم الأكثر وحشية وفظاعة في التاريخ الإنساني ، اذ تعبر عن القلق المتزايد مما تكشف عنه الشهادات الميدانية والاعترافات المتتالية والصادرة عن موظفين أمنيين سابقين، بشأن الممارسات اللاإنسانية والانتهاكات الجسيمة المرتكبة داخل مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة، التي تُشرف عليها مؤسسة ما تُسمى “غزة الإنسانية – GHF”، المدعومة أمريكياً ، وإذ تؤكد على أن ما يجري في غزة هو جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة لعام 1948، وجرائم إبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما واتفاقيات جنيف ، وإذ تدعو كافة الدول والمنظمات والضمائر الحيّة إلى تحمل مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية والقانونية، والتحرك العاجل لإنقاذ أكثر من مليوني إنسان يواجهون خطر الفناء الجماعي، حيث المجاعة تقتل بصمت… والعدالة تنتظر من يحرّكها .

الهيئة الدولية “حشد”: المجتمع الدولي، الأمم المتحدة، والدول الأطراف الثالثة المتعاقدة على اتفاقيات جنيف واتفاقية منع الإبادة الجماعية، وكافة المنظمات الدولية والإقليمية، وأحرار العالم، للتحرك العاجل لوقف حرب الإبادة الجماعية والعدوان على قطاع غزة، ورفع الحصار الإسرائيلي فورًا ودون شروط، وفتح المعابر لإدخال الوقود والمساعدات الإنسانية والطبية، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين، وفرض العقوبات على دولة الاحتلال ومحاسبة قادتها وجنودها وشركائهم في حرب الإبادة امام القضاء الدولي واتخاذ خطوات جدية وفعلية للوقوف في وجه جرائم ومخططات الاحتلال الإسرائيلي الاستعمارية والعنصرية، ، ودعم نضال الشعب الفلسطيني المشروع من أجل نيل حقوقه الوطنية، وعلى رأسها ضمان  الحق في تقرير المصير، والاستقلال، وعودة اللاجئين.

التعليقات (0)