-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
"حشد": 21 شهرًا من الجحيم.. غزة بين القصف والمجاعة والخذلان الدولي
"حشد": 21 شهرًا من الجحيم.. غزة بين القصف والمجاعة والخذلان الدولي
-
11 يوليو 2025, 11:08:15 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
تتعرض غزة، للشهر الحادي والعشرين على التوالي، لعدوان إسرائيلي بالغ الوحشية يهدف إلى إبادة سكانها، وتدمير أحيائها السكنية وبنيتها التحتية ومنظومة الخدمات، في إطار سياسة ممنهجة للتجويع والتهجير القسري وهندسة الفوضى وتفكيك البنى الاجتماعية.
وفي بيان شديد اللهجة، حذرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني «حشد» من المخاطر الكارثية لهذه الجرائم التي تُنفذ تحت غطاء العقوبات الجماعية، ووسط تواطؤ وصمت دولي فاضح، مؤكدة أن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لوقف الإبادة والمجاعة، ومحاسبة إسرائيل وشركائها.
مخطط تهجير قسري ممنهج
البيان فضح مخططًا إسرائيليًا–أمريكيًا مشتركًا لإعادة هندسة غزة ديمغرافيًا، عبر إنشاء مراكز تجميع شرق رفح، وفق ما أعلنه وزير جيش الاحتلال وأكدته تحقيقات إعلامية أمريكية وإسرائيلية.
وكشف أن مؤسسة «غزة الإنسانية» الأمريكية وضعت خطة أطلقت عليها اسم «أورورا»، أعدتها شركة بوسطن للاستشارات (BCG)، وتقوم على نقل سكان غزة إلى معسكرات اعتقال تحت سيطرة الاحتلال، بإجبارهم على النزوح القسري عبر التجويع ونشر الفوضى وارتكاب المجازر.
وأشار البيان إلى أن هذا المخطط يتكامل مع سياسة التدمير الممنهج لمنازل المدنيين ومراكز الخدمات، كما حدث في رفح التي دُمرت بالكامل، وتستمر اليوم في باقي مناطق القطاع بهدف محوها وإعدام أي فرصة للعيش، وتعريض السكان للموت والمجاعة والعطش والأوبئة.
تجويع وترهيب لاقتلاع السكان
«حشد» أكدت أن هذه السياسة الممنهجة تتضمن تدمير أسس السلم الأهلي، عبر دعم عصابات السرقة وتفكيك البنية الاجتماعية، واستغلال معاناة السكان في ظروف إبادة وتدمير ممنهج لإجبارهم على النزوح لمناطق يحددها الاحتلال، تمهيدًا لدفعهم للهجرة خارج فلسطين عبر تقديم إغراءات مالية تصل إلى 9000 دولار للفرد.
هذا المخطط، بحسب الهيئة، يسعى إلى خلق «نكبة جديدة» بتفريغ الأرض من أهلها وطمس الوجود الفلسطيني، وهو ما تؤكده التصريحات الرسمية الإسرائيلية، والمعلومات المسربة عن أوامر نتنياهو للجيش بإعداد خطة لنقل سكان شمال غزة ومدينة غزة إلى الجنوب، وبناء معسكرات هناك.
استهداف المساعدات والمنظمات الدولية
البيان أدان أيضًا إصرار الاحتلال على منع وعرقلة عمل المنظمات الدولية، وعلى رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، في محاولة لاستبدالها بمؤسسة «غزة الإنسانية» الأمريكية–الإسرائيلية، التي وصفها البيان بأنها «آلية إجرامية» متورطة في تعميق الكارثة الإنسانية وتسهيل جرائم القتل والتجويع ضد المدنيين.
وأوضح أن عمليات استهداف المدنيين المنتظرين المساعدات أسفرت عن استشهاد 773 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 5101 وفقدان 41 شخصًا، في جرائم ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
مجازر متواصلة بحق المدنيين
الهيئة الدولية «حشد» كشفت في بيانها عن حصيلة ثقيلة من الشهداء، بلغت أكثر من 57,725 شهيدًا و136,879 مصابًا ممن وصلوا للمستشفيات، بفعل القصف الإسرائيلي المكثف للأحياء السكنية ومخيمات النزوح والمستشفيات ومراكز الإيواء.
وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وحدها، استشهد 150 فلسطينيًا، أبرزهم 17 ضحية بينهم أطفال ونساء، قُتلوا صباح اليوم في قصف على نقطة طبية في دير البلح كانت توزع مكملات غذائية وعلاجية للأطفال المرضى.
ووثق البيان استشهاد 70 مواطنًا في جنوب القطاع بينهم خمسة أسرى محررين، و55 شهيدًا جراء قصف خيام النازحين في المواصي غرب خان يونس، و10 شهداء قرب مراكز المساعدات شمال رفح، و30 شهيدًا في وسط القطاع بسبب قصف طائرات الاحتلال لمنازل ومراكز إيواء للنازحين في دير البلح والبريج، فضلًا عن عشرات الضحايا في غارات استهدفت سيارات مدنية وشوارع مأهولة.
وفي مدينة غزة نفسها، استشهد 50 فلسطينيًا في قصف على خيام النازحين في حي الرمال والزيتون، ومنازل في كيرفور وتل الهوى والشيخ رضوان وشرق حي التفاح، إضافة إلى شهيد في منطقة السودانية أثناء انتظار المساعدات.
سلاح التجويع والمجاعة
الهيئة أدانت بشدة استخدام الاحتلال لسلاح التجويع الممنهج، عبر استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات واحتجاز القوافل، ما أدى إلى مجاعة حادة أزهقت أرواح 66 طفلًا و247 مريضًا وتسببت في أكثر من 300 حالة إجهاض، وتهدد حياة 77 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
كما يعاني 50 ألف امرأة حامل ومرضعة من الجوع الشديد منذ أيام، ما يعرض حياتهن وحياة أطفالهن للخطر في ظل شح الطعام والماء وانعدام حليب الأطفال والمكملات الغذائية.
وأشار البيان إلى الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية في غزة، بسبب نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات، ما ينذر بوفاة آلاف الجرحى والمرضى ويفاقم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة.
إدانة العقوبات الأمريكية على المقررة الأممية
في سياق متصل، أدانت «حشد» العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية على المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيز، بسبب عملها على توثيق جرائم الاحتلال ودفاعها عن حقوق الإنسان.
واعتبرت الهيئة أن هذه العقوبات تمثل اعتداء صارخًا على منظومة حقوق الإنسان الدولية وتدخلاً مرفوضًا في عمل الأمم المتحدة، مؤكدة أن الهدف هو تعطيل مسار العدالة ومنع محاسبة إسرائيل على جرائمها.
دعوة إلى تحرك دولي عاجل
في ختام بيانها، جددت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني «حشد» تحذيرها من مواصلة الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر وجرائم التجويع والتعطيش ونشر الفوضى والتهجير القسري، مؤكدة أن هدف الاحتلال الواضح هو إفناء الوجود الفلسطيني في غزة.
ودعت الهيئة المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والدول المتعاقدة على اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية واتفاقيات جنيف، إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، والعمل الفوري على وقف الإبادة الجماعية، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وتسهيل عمل المنظمات الدولية وخاصة الأونروا.
كما طالبت بمحاسبة مؤسسة «غزة الإنسانية» الأمريكية–الإسرائيلية على الجرائم بحق المدنيين، والتصدي لمخططات الاحتلال الرامية لإعادة تشكيل غزة ديمغرافيًا وجغرافيًا، وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين، ودعم عمل المقررة الخاصة ومحكمة الجنايات الدولية لمحاسبة قادة الاحتلال وجنوده وشركائه، وصولًا إلى فرض العقوبات على إسرائيل وتعليق عضويتها في الأمم المتحدة، بما يضمن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإنهاء الاحتلال وتفكيك نظام الاستعمار الاستيطاني العنصري الإسرائيلي.






