تكبير الخط تصغير الخط

خاص موقع 180 تحقيقات

في ظل استمرار التوتر العسكري بين إيران وإسرائيل، تزداد المخاوف من تحول النزاع الثنائي إلى مواجهة إقليمية شاملة، تتعدى حدود الدولتين لتطال مناطق أوسع في الشرق الأوسط. ومن خلال تحليل الأبعاد العسكرية والإعلامية والاستراتيجية لهذا الصراع، تتضح عدة مؤشرات قد تحدد مسار التطورات في المرحلة القادمة.

احتمالات التصعيد العسكري الإقليمي: المنطقة على حافة الانفجار

مع تزايد الضربات المتبادلة والتصريحات النارية، تبرز احتمالات تصعيد عسكري واسع قد يجرّ دولًا أخرى إلى ساحة الصراع، مثل لبنان عبر "حزب الله"، أو اليمن من خلال "أنصار الله"، وربما فصائل في العراق وسوريا.

ورغم أن كلا الطرفين – إيران وإسرائيل – يُحاولان حتى الآن ضبط إيقاع التصعيد ضمن حدود محسوبة، إلا أن أخطاء التقدير أو استهدافات مباشرة لأهداف حساسة قد تُشعل مواجهة أكبر يصعب احتواؤها بسهولة، خاصة إذا ما شملت مصالح دولية أو أخلّت بتوازنات الطاقة في الخليج.

الأهداف الاستراتيجية: حسابات القوة والنفوذ

من الواضح أن لإسرائيل أهدافًا تتمحور حول منع إيران من الوصول إلى العتبة النووية، واحتواء نفوذها في الإقليم، لا سيما في سوريا ولبنان. في المقابل، تسعى إيران إلى تعزيز قوة الردع، وفرض معادلة توازن جديدة في الإقليم تُمكنها من حماية مصالحها وتوسيع شبكة حلفائها.

هذه الأهداف، رغم اختلاف طبيعتها، تُحرك كلا الطرفين نحو التصعيد كلما شعر أحدهما بتهديد مباشر، مما يساهم في استمرار حالة اللااستقرار.

الإعلام والسوشيال ميديا: سلاح جديد في معركة النفوذ

لا تقل الحرب الإعلامية أهمية عن المواجهة الميدانية، حيث لعبت وسائل الإعلام التقليدية والسوشيال ميديا دورًا محوريًا في توجيه الرأي العام، وتحريك الجماهير، والتأثير على المواقف الداخلية والخارجية.

ففي إسرائيل، تُستخدم المنصات الرقمية لتوحيد الصفوف وبث الرسائل الأمنية، بينما تعتمد إيران على قنواتها الرسمية وشبكاتها الإلكترونية في التأثير على جمهورها المحلي والإقليمي، وتضخيم إنجازاتها العسكرية.

وقد ساهمت حرب الروايات والصور والفيديوهات في تأجيج المشاعر، وإعادة تشكيل وعي الشعوب حول طبيعة النزاع، خصوصًا مع الانتشار الواسع للمعلومات المضللة والبروباغندا الرقمية.

خلاصة المشهد: صراع مفتوح بجبهات متعددة

في المجمل، تعكس الحرب بين إيران وإسرائيل صراعًا مركبًا متعدد الجبهات: عسكريًا، استخباراتيًا، وإعلاميًا. وما لم يتم احتواء هذه المواجهة عبر ضغوط دبلوماسية دولية أو تسويات إقليمية، فإن المنطقة ستظل تعيش على وقع الاحتمالات المفتوحة، التي قد تقود إلى مواجهات أوسع لا تُحمد عقباها.