من صحافة العدو

جدعون ليفي: نعم يا يائير غولان الجنود هم الذين يقتلون الأطفال في غزة

profile
  • clock 25 مايو 2025, 8:56:27 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

هآرتس -  الصحفي الاسرائيلي جدعون ليفي

هواية أو هدف ربما مهنة

بصورة متعمدة أو بالخطأ – الجيش الإسرائيلي قتل آلاف الأطفال والرضع في قطاع غزة، بناء على ذلك الجيش الإسرائيلي هو جيش القتل الجماعي للأطفال، النساء والشيوخ، ولا يوجد أي شخص في العالم يمكن أن ينكر ذلك. لذلك، يجب تبجيل يائير غولان بسبب الحقيقة التي عبر عنها، حتى لو كان يجب أن تكون مفهومة ضمنا. الصرخات التي قامت، من يائير لابيد وحتى سموتريتش، فقد دلت على الدرجة التي تحولت فيها حتى الحقيقة الى موضوع مختلف عليه في "إسرائيل"، لكن غولان أيضا، الشجاع والنزيه كما يبدو، سارع الى عقد مؤتمر صحفي من اجل “توضيح” أقواله المفهومة ضمنا، وفيها دفن جزء من الحقيقة التي كشفها وجزء من الشجاعة التي اظهرها، الجنرال هو مثل الجنرال، اليسار الصهيوني هو مثل اليسار الصهيوني – سارع غولان الى تطهير الجيش الإسرائيلي من كل ذنب. شجاعة غولان ونزاهته تاتي فقط حتى القاء المسؤولية على الحكومة. اتهام الجيش بأنه يقتل الأطفال كبير على مقاسه. زعيم يسار حقيقي، هو ليس كذلك، الامل في ذلك، اذا كان هناك أمل، فقد تحطم.

“ليكن من الواضح، انتقادي ليس للجيش باي شكل من الاشكال، أنا اكرر وأقول: انتقادي موجه للحكومة وليس للجيش الإسرائيلي”، قال غولان في المؤتمر الصحفي، والبقرة المقدسة بقيت مقدسة. خلافا لليمين، الذي استجمع الشجاعة منذ فترة لانتقاد الجيش وتدنيس قدسيته البغيضة، فان اليسار لم يفعل ذلك. فهو ما زال يؤمن بالجنرالات – اليسار مليء بهم، هم وقدسية الجيش الإسرائيلي، آلاف الأطفال في قطاع غزة قتلتهم الحكومة. بنيامين نتنياهو مع مدفعه المقدس، يسرائيل كاتس في غرفة قيادة الـ اف 35، ميري ريغف مُشغلة المسيرة الانتحارية، جدعون ساعر في المروحية العسكرية، شلومو قرعي مع مدفعه المتحرك، جميعهم قاموا بقصف الأطفال بدون رحمة. حسب غولان هؤلاء فقط يجب اتهامهم، ايدي الطيارين طاهرة، ايدي رجال المدفعية طاهرة، وحتى ايدي هيئة الأركان بيضاء مثل الثلج. هذا تضليل جبان.

هو أيضا يتسامى على الجيش الإسرائيلي ويحوله الى جيش ينفذ الأوامر، الروبوت والزومبي، التي فقط تنفذ أوامر الحكومة بشكل اوتوماتيكي، لا، يا غولان. أطفال قطاع غزة قتلهم اصدقاءك، الجنود والطيارين. هم يرتكبون الجرائم. هم يفعلون ذلك منذ 19 شهر تقريبا بدون اظهار أي رفض، بعضهم بحماس واضح وبعضهم بخضوع اعمى. ربما هم فقط مقاولو التنفيذ – هناك شك كبير في أن يكون الوضع هكذا – لكن أيديهم ملطخة بالدماء. لا يمكن تبرئتهم من التهمة، لولا الجيش الإسرائيلي لما حدثت مذبحة غزة. حتى لو كانت الحكومة تريد ذلك. في الامر اليومي للجيش الإسرائيلي للعملية الحالية هناك جرائم حرب، التي الجيش هو الذي صاغها كاهداف له. ليست اوريت ستروك هي التي قالت بأن “تجميع ونقل السكان” هو احد اهداف العملية. دافيد امسالم ليس رئيس الأركان ايال زمير، الذي تفاخر بـ “نحن سنواصل حتى كسر قدرة العدو على القتال”. في حين أن قدرة العدو على القتال تم حسمها منذ زمن، والجيش الإسرائيلي يعمل ضد هياكل عظمية تمشي بين انقاض البيوت.

الحكومة تتحمل المسؤولية عن ذنوب لا تغتفر، ولكن اعفاء الجيش فقط بسبب عدم الشجاعة لقول الحقيقة؟ فقط لأن اصدقاءك هم قتلة أطفال؟ فقط لأن هدف اسقاط نتنياهو يغطي على كل شيء بالنسبة لك ، لا يمكن الادعاء بأن الجيش فقط يخضع للاوامر وان رئيس الأركان هو فقط مجرد برغي في الالة. رئيس الأركان وقائد سلاح الجيش ليسا براغي، أيضا اوامرهم ليست كذلك، هم الذين يقودون حملة تدمير قطاع غزة. وقد كان بإمكانهم وقفها لو أنهم اعتقدوا بأن علم اسود يرفرف فوقها. هم يديرون حرب إجرامية بدون هدف ضد بقايا مهجري قطاع غزة، الذين ليس لهم مكان آمن واحد للاختباء فيه. أن نعفيهم من الذنب هذا جبن أو كذب، أو كلاهما معا


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)