صراع المناصب بالكيان الصهيوني.. تعيينات مشوهة وسط حرب بلا إنجازات

profile
  • clock 25 مايو 2025, 8:34:12 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: شيماء مصطفى

أثار تعيين رئيس جديد لجهاز الشاباك خلال فترة الحرب الجارية، جدلاً واسعاً داخل الدوائر السياسية والعسكرية الصهيونية. فقد وصف رئيس الأركان الصهيوني الأسبق، غادي آيزنكوت، هذه الخطوة بأنها "تحولت إلى مهزلة"، مشدداً على أن تعيين شخصية أمنية بهذه الحساسية، في ظل أجواء حرب، يجب أن يتم بناءً على كفاءة واعتبارات مهنية صافية، لا مشوهة أو سياسية.

آيزنكوت وجه دعوة مباشرة إلى  زيني، داعياً إياه إلى التحلي بالمسؤولية ورفض التعيين، بسبب الخلفية غير النزيهة التي جرى فيها اقتراحه. هذا التصريح يعكس حجم القلق والانقسام داخل المؤسسة الأمنية حول مستقبل الجهاز الأمني الأهم في الكيان الصهيوني، خاصة في وقت تصاعد فيه التوتر الداخلي والخارجي.

فشل الحكومة في إدارة الحرب

في حديثه أيضاً، وجه آيزنكوت انتقادات مباشرة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والمجلس الوزاري المصغر، محمّلاً إياهم مسؤولية الفشل في تحقيق أهداف الحرب، خصوصاً استعادة المختطفين، رغم مرور أكثر من 600 يوم على اندلاعها. هذه التصريحات الصادرة عن شخصية عسكرية رفيعة المستوى تكشف عن أزمة ثقة متزايدة في القيادة السياسية والعسكرية، وانعدام رؤية واضحة في إدارة الحرب الجارية.

اتهامات بالانقلاب على النظام

من جهة أخرى، نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن يائير غولان، الجنرال والقيادي السابق في جيش الاحتلال، تصريحات شديدة اللهجة وصف فيها ما يجري في المؤسسة الأمنية بأنه "انقلاب حكومي شامل" يقوده نتنياهو، في تجاهل صريح لتوصية المستشارة القضائية للحكومة. ويشير هذا إلى صراع محتدم بين المؤسسة القضائية والتنفيذية، ما يعمّق أزمة الشرعية داخل النظام السياسي .

غولان لم يكتفِ بذلك، بل شكك في كفاءة زيني لتولي رئاسة الشاباك، قائلاً: "لقد كان تحت إمرتي حين كنت قائداً، وهو ضابط مرموق، لكنه غير مؤهل لهذا المنصب الحساس." هذه الشهادة من داخل الجيش تسلط الضوء على الخطر الذي قد يترتب على تعيين شخص غير مناسب في موقع بهذا الحجم، في وقت تتطلب فيه المرحلة أقصى درجات المهنية والتماسك المؤسسي.

أزمة ثقة تهدد الاستقرار

ما تعكسه هذه التصريحات المتتالية هو وجود تصدعات خطيرة داخل بنية السلطة في الكيان الصهيوني، حيث تتحول القرارات الأمنية الكبرى إلى ساحة صراع سياسي وشخصي. التعيينات الأمنية لم تعد تُنظر إليها كخطوة مهنية، بل أصبحت محور تجاذب بين المصالح السياسية، على حساب الأمن القومي.

ومع استمرار الحرب، وغياب أي إنجاز يُذكر على مستوى الأهداف المعلنة، تزداد الضغوط على نتنياهو، الذي يبدو أكثر انشغالاً بتثبيت سلطته وإعادة تشكيل الأجهزة الأمنية على صورته، بدلاً من إنهاء الأزمة التي تهدد الاحتلال من الداخل والخارج على حد سواء.

في ظل هذه المعطيات، يبدو أن الكيان الصهيوني لا يواجه فقط تحديات أمنية في محيطه، بل أزمة عميقة في إدارة الحكم والأمن داخلياً. التعيينات التي يُفترض أن تعزز استقرار النظام، باتت تُهدد بتقويض ما تبقى من توازن بين السلطات، ما ينذر بتصاعد التوترات بين النخب السياسية والعسكرية، وربما الانزلاق نحو أزمة سياسية أشد خطورة.

التعليقات (0)