تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: شيماء مصطفى

في ظل استمرار التصعيد العسكري الصهيوني على قطاع غزة، تتفاقم الكارثة الإنسانية بشكل غير مسبوق، حيث تجاوز عدد الشهداء 53,900، معظمهم من المدنيين، بينهم آلاف الأطفال والنساء. ومع تصاعد القصف وتدمير البنية التحتية، يواجه سكان القطاع حصارًا خانقًا أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء، مما أسفر عن وفاة عشرات الأطفال والمسنين جوعًا، وتهديد حياة الآلاف الآخرين.

تصعيد عسكري شامل: الألوية الصهيونية تكتسح القطاع

أعلن جيش الاحتلال عن إدخال جميع ألوية المشاة والمدرعات النظامية إلى قطاع غزة، في إطار توسيع العمليات البرية ضمن خطة "عربات جدعون"، كما أكدت مصادر عسكرية صهيونية أن الجيش دفع بكامل تشكيلاته النظامية إلى داخل قطاع غزة، بما في ذلك ألوية النخبة مثل "غولاني"، "غيفعاتي"، "كفير"، "ناحال"، وفرقة المظليين، بالإضافة إلى وحدات الكوماندوز وعدد من وحدات الاحتياط. يأتي هذا الانتشار المكثف في إطار ما وصفه الاحتلال بتوسيع المناورة البرية المستمرة على القطاع، وسط تصعيد في العمليات القتالية.

هذا التحرك العسكري الواسع يعكس محاولة واضحة لتعزيز السيطرة الميدانية وسط اشتباكات متصاعدة في عدد من المحاور داخل القطاع، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني المتدهور أصلاً في غزة.

كارثة صحية: انهيار النظام الطبي في شمال غزة

أعلنت وزارة الصحة في غزة عن خروج جميع المستشفيات العامة في شمال القطاع عن الخدمة، بعد استهداف قوات الاحتلال للمرافق الصحية، بما في ذلك تدمير مستشفى بيت حانون ومستشفى كمال عدوان، وإخراج المستشفى الإندونيسي عن الخدمة . هذا الانهيار في النظام الصحي يفاقم من معاناة السكان، خاصة مع نقص الإمدادات الطبية ومنع وصول المرضى والطواقم الطبية إلى المستشفيات .

مجاعة تلوح في الأفق

مع استمرار الحصار وتدمير البنية التحتية، يعاني سكان غزة من نقص حاد في الغذاء والدواء، مما أدى إلى تفشي سوء التغذية، خاصة بين الأطفال . هذا الوضع الإنساني الكارثي يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين، في ظل استمرار العدوان الصهيوني.

وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن وفاة الطفل مصطفى ياسين (4 سنوات) في مدينة غزة بسبب سوء التغذية والجفاف، في ظل الحصار المستمر. ووفقًا لوزير الصحة فقد توفي 29 طفلًا ومسنًا خلال الأيام الماضية لأسباب مرتبطة بالجوع، مع تعرض آلاف آخرين لخطر الموت لنفس الأسباب.

أرقام مفزعة: أكثر من 53,900 شهيد و122,593 مصابًا

أفادت وزارة الصحة في غزة بأن حصيلة العدوان الصهيوني على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023 قد ارتفعت إلى 53,901 شهيد و122,593 مصابًا . تشير هذه الأرقام إلى حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة، في ظل صمت دولي وعجز عن وقف العدوان.

استخدام المدنيين كدروع بشرية

أكدت تقارير إعلامية استخدام الجيش الصهيوني للمدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية بشكل ممنهج، حيث يجبرهم على دخول المنازل والأنفاق للتحقق من خلوها من المتفجرات والمسلحين . هذا السلوك يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ويزيد من معاناة السكان المدنيين.

غزة تحتضر والعالم يراقب

تعيش غزة اليوم واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخها، حيث تتعرض لحرب إبادة ممنهجة تستهدف البشر والحجر. في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وتفاقم الأوضاع الإنسانية، يبقى السؤال: إلى متى سيستمر هذا الصمت الدولي؟