-
℃ 11 تركيا
-
14 يونيو 2025
"بأي ذنب قتلت": أكثر من 16 ألف شهيد دون الـ18 بينهم 916 رضيعا في حرب الإبادة
جيل يُقتل عمدًا.. غزة تحصي أشلاء أطفالها
"بأي ذنب قتلت": أكثر من 16 ألف شهيد دون الـ18 بينهم 916 رضيعا في حرب الإبادة
-
22 مايو 2025, 10:52:52 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الكاريكاتير للفنان كمال شرف
متابعة: عمرو المصري
في مشهد لا يمكن للعقل أن يستوعبه، نشرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة كشفًا صادمًا يُظهر حجم الجريمة التي يتعرض لها الأطفال في القطاع المحاصر منذ 594 يومًا، تحت وابل من الصواريخ والقذائف الإسرائيلية المدعومة سياسيًا وعسكريًا من الولايات المتحدة. ووفق البيان الرسمي، فقد ارتقى حتى الآن 16,503 طفلًا في واحدة من أبشع المذابح الجماعية التي تستهدف جيلًا كاملًا من الأبرياء.
فئات عمرية تحت النار
الكشف المفصل أظهر أن الاحتلال لم يفرّق بين رضيع في مهده أو طفل في طريقه إلى مدرسته. فقد استُشهد 916 رضيعًا دون العام، و4,365 طفلًا تتراوح أعمارهم بين عام و5 أعوام، بينما ارتقى 6,101 طفلًا بين سن 6 و12 عامًا، و5,124 فتى بين 13 و17 عامًا.
هذه الأرقام ليست إحصائيات جامدة، بل تعني آلاف الأمهات الثكالى، وآلاف البيوت التي تحوّلت إلى مقابر.
343 ميلادًا قُتل في لحظته
وفي مأساة تفوق الوصف، أعلنت وزارة الصحة عن استشهاد 343 طفلًا وُلِدوا خلال الحرب ولم يُكتب لهم أن يعيشوا أكثر من لحظات. هؤلاء لم يسقطوا فقط بالقصف المباشر، بل توفّوا بسبب انقطاع الكهرباء، أو نقص الحاضنات، أو تأخر الإسعاف، أو فقدان المستلزمات الطبية الأساسية.
إنهم أطفال لم يُمنحوا حتى لحظة الحياة الأولى، وصرخاتهم الأولى كانت أيضًا صرخاتهم الأخيرة.
حرب إبادة.. بدعم أمريكي
المجزرة المستمرة ليست وليدة الأسبوع الماضي أو الشهر الجاري، بل هي جزء من عدوان متواصل منذ ما يقرب من عامين، وبلغ ذروته في الأسابيع الأخيرة بعد تنصل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق النار، مستندًا إلى دعم مطلق من الإدارة الأمريكية التي تواصل تسليح إسرائيل، وتوفير الغطاء السياسي والدبلوماسي لجرائمها.
رغم الغضب الشعبي العالمي والمناشدات الحقوقية، تواصل الإدارة الأميركية دعمها غير المشروط للاحتلال، رافضة حتى وصف ما يجري بأنه "إبادة"، في تجاهل فج للقانون الدولي ولصور المجازر التي باتت تُبث على الهواء مباشرة من غزة.
مجاعة تحاصر الأطفال الأحياء
لا تقتصر معاناة أطفال غزة على القصف والموت الفوري، بل تمتد إلى سياسات التجويع الممنهجة. فمنذ مارس الماضي، تواصل إسرائيل منع إدخال المواد الغذائية الأساسية إلى القطاع، ما أسفر عن تفاقم المجاعة، خصوصًا في شمال غزة. الأطفال الذين نجوا من القصف، يُواجهون اليوم خطر الموت البطيء بسبب نقص الغذاء والماء والدواء.
وزارة الصحة: جيل يُمحى من الوجود
في بيانها، شددت وزارة الصحة على أن هذه الأرقام "لا تُعبّر فقط عن أرواح بريئة أُزهقت، بل تعكس حجم الكارثة الإنسانية وعمق الجريمة المرتكبة بحق جيلٍ كامل". ودعت المؤسسات الدولية وهيئات حقوق الإنسان إلى التحرك العاجل لوقف هذه المجازر، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق الأطفال والمدنيين العزل.
من الكلمات إلى الفعل: هل سيتحرك العالم؟
رغم مرور 594 يومًا على بدء العدوان، تتواصل المجازر، ويزداد عدد الضحايا، في ظل صمت دولي مشين، وتخاذل واضح من معظم المؤسسات الأممية. فهل يُمكن اعتبار ما يجري في غزة شيئًا آخر غير تطهير عرقي مدعوم من قوة عظمى؟
وهل سيظل العالم يكتفي بمراقبة أطفال يُقتلون أمام أمهاتهم، ورضّع يموتون في الحاضنات؟ الزمن كفيل بالكشف عن شركاء الجريمة، لا فقط من ضغط على الزناد، بل من صمت أيضًا.






