تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

شهدت جامعة صنعاء، اليوم الأربعاء، تظاهرة جماهيرية واسعة شارك فيها آلاف الطلاب والأكاديميين والموظفين، للتنديد بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة، واستنكارًا لاغتيال مراسل قناة الجزيرة الفضائية أنس الشريف ورفاقه على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وجاءت الفعالية، التي نظمتها رئاسة الجامعة تحت شعار "مستمرون في إسناد غزة"، لتجسد موقف اليمنيين الجامعيين والطلّاب من العدوان الإسرائيلي المتواصل على المدنيين الفلسطينيين، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية واليمنية، ورددوا شعارات تدعو إلى وقف سياسة التجويع والحصار المفروضة على القطاع منذ سنوات.

التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين

ركزت التظاهرة على التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين، وخاصة مراسلي قناة الجزيرة الشهيدين أنس الشريف ومحمد قريقع، الذين اغتالهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد استهداف خيمة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة. ورفع المشاركون لافتات ورسومًا تجسد الشهيد الصحفي، مؤكدين رفضهم لجرائم الاحتلال بحق الإعلاميين والمدنيين على حد سواء.

وأكد القائمون على التظاهرة أن حماية الصحفيين وضمان حرية الإعلام يجب أن تكون أولوية، مشيرين إلى أن استهداف الإعلاميين الفلسطينيين يمثل جريمة واضحة ضد الإنسانية ويستوجب تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات.

موقف جامعة صنعاء من العدوان الإسرائيلي

أشارت رئاسة الجامعة إلى أن تنظيم هذه التظاهرة يأتي ضمن جهود أكاديمية واجتماعية لدعم الشعب الفلسطيني والتضامن مع غزة، وللتأكيد على رفض الاحتلال الإسرائيلي للحقوق الإنسانية والقانونية للفلسطينيين. وشارك في الفعالية الطلاب من مختلف الكليات، إلى جانب الأكاديميين والموظفين، مما يعكس وحدة الجامعة وموقفها الموحد تجاه العدوان الإسرائيلي.

وشدد المتحدثون في الفعالية على ضرورة التحرك الدولي الفوري لوقف العدوان، وفتح المعابر الإنسانية لضمان وصول الغذاء والدواء والمساعدات الطبية للمدنيين في غزة، مطالبين الهيئات الأممية والمنظمات الحقوقية بالضغط على الاحتلال لإنهاء الهجمات العشوائية على المدنيين والبنية التحتية.

الحرب على غزة ودور الحوثيين

ومنذ بداية حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، شنت جماعة الحوثي تحت شعار "نصرة غزة" عشرات الهجمات الصاروخية على "إسرائيل"، بينما ردّت قوات الاحتلال بمزيد من الهجمات الجوية على مواقع في الحديدة وصنعاء.

كما أعلنت الجماعة استهداف سفن مرتبطة بالاحتلال في البحر الأحمر، وفرض ما سمته حظرًا جويًا على مطار بن غوريون وحظرًا بحريًا على ميناءي إيلات وحيفا، في خطوة للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي المستمر.

وأكدت المصادر المحلية أن هذه العمليات تأتي في سياق دعم اليمنيين لقضية غزة ورفض سياسة القتل والتجويع التي يفرضها الاحتلال على المدنيين الفلسطينيين، وخاصة النساء والأطفال.

حجم الخسائر في غزة

تشير التقارير الدولية والمحلية إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة، وبدعم أمريكي مطلق، أسفر عن أكثر من 215 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى ما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين بسبب التدمير الشامل للبنية التحتية والمنازل.

كما أدت هذه الحرب إلى مجاعة كبيرة في غزة، حيث أزهقت أرواح العديد من المدنيين نتيجة نقص الغذاء والدواء والمياه، مما يفاقم من الأزمة الإنسانية ويجعل التدخل الدولي ضرورة عاجلة لحماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية.

التضامن الطلابي والأكاديمي

شددت جامعة صنعاء على أن مشاركة الطلاب والأكاديميين في التظاهرة يعكس مستوى الوعي بالقضية الفلسطينية، ويؤكد على أهمية التضامن الأكاديمي والشعبي مع غزة. وأكد المشاركون أن استمرار الحراك الجماهيري والطلابي في المدن والجامعات يعد خطوة هامة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف العدوان.

وأشاروا إلى أن رفع الأعلام الفلسطينية واليمنية، وترديد الشعارات الداعية لوقف الحصار والتجويع، يعكس رفض المجتمع اليمني والإقليمي لما يحدث في غزة، ويعبر عن التضامن الأخوي مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.

دعوات المجتمع الدولي للتدخل

طالب القائمون على التظاهرة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الإنسانية والقانونية، والعمل على وقف العدوان الإسرائيلي فورًا، وإدخال المساعدات الإنسانية اللازمة للمدنيين في غزة. وأكدوا أن الصمت الدولي يشجع الاحتلال على استمرار انتهاكاته، وأن التحرك الدولي العاجل يمثل خطوة أساسية لحماية المدنيين وضمان حقوقهم الأساسية.

وشددت الجامعة على أن هذه الفعالية جزء من سلسلة من المبادرات الأكاديمية والشعبية التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي بالقضية الفلسطينية، ودعم الحق الفلسطيني المشروع في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مع التأكيد على أهمية دور الإعلام والصحفيين في نقل الحقيقة للعالم.

شهدت جامعة صنعاء اليوم واحدة من أبرز التظاهرات التضامنية مع غزة والفلسطينيين، مع استنكار اغتيال الصحفيين الفلسطينيين، وتأكيد موقف اليمنيين الجامعيين والأكاديميين في دعم الحقوق الفلسطينية. وأكد المشاركون أن استمرار العدوان الإسرائيلي على المدنيين يمثل جريمة ضد الإنسانية، وأن الحراك الطلابي والأكاديمي يشكل صوتًا عالميًا داعمًا لغزة ورافضًا للصمت الدولي.

وختامًا، تؤكد جامعة صنعاء على أهمية استمرار التضامن الشعبي والأكاديمي، والعمل على توسيع نطاق المشاركة الدولية لوقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة، من خلال تحركات سلمية وحملات إعلامية منظمة، لضمان حماية المدنيين وفضح الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.