تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

أعلنت وزارة الصحة السودانية، اليوم الخميس، عن انطلاق حملة تطعيم واسعة ضد مرض الكوليرا في العاصمة الخرطوم، في محاولة لاحتواء انتشار المرض الذي تفاقم خلال الأسابيع الماضية نتيجة تدهور الأوضاع الصحية والبيئية في عدد من المناطق المكتظة بالسكان والنازحين.

وتأتي هذه الحملة في ظل ظروف إنسانية صعبة يعيشها السودان، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إلى جانب ضعف البنية التحتية الصحية، ما يجعل مواجهة الأوبئة أكثر تعقيدًا.

استجابة عاجلة بعد تسجيل إصابات متزايدة

وقالت الوزارة في بيان رسمي إن الحملة تستهدف تطعيم أكثر من 1.6 مليون شخص في المناطق الأكثر عرضة للعدوى، بما في ذلك أحياء جنوب الخرطوم وشرق النيل، حيث تم تسجيل عشرات الحالات المؤكدة خلال الأيام الماضية.

وأكد مسؤول في وزارة الصحة أن فرق التطعيم بدأت العمل ميدانيًا بالتعاون مع منظمات دولية، مشيرًا إلى أن الاستجابة السريعة تهدف إلى منع تحول المرض إلى وباء واسع النطاق، خاصة في ظل النزوح الداخلي الكبير الذي تشهده البلاد بسبب النزاع المسلح.

تحديات ميدانية وغياب الدعم الدولي الكافي

ورغم الجهود المحلية، تواجه الحملة تحديات كبيرة أبرزها نقص التمويل، وانعدام الأمن في بعض المناطق، وصعوبة الوصول إلى الفئات الأكثر هشاشة. وقد دعت وزارة الصحة المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الفني واللوجستي لضمان نجاح الحملة، محذّرة من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى كارثة صحية.

وفي سياق منفصل، عبّر عدد من المسؤولين السودانيين عن استيائهم من ازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع الأزمات الإنسانية، مشيرين إلى أن الاهتمام العالمي يتركز على مناطق النزاع التي تشمل الكيان الصهيوني والعدوان على غزة، بينما تُترك دول مثل السودان تواجه أوبئتها وحروبها بصمت دولي مطبق.

حملة التطعيم ضد الكوليرا في الخرطوم تمثل خطوة ضرورية في مواجهة أزمة صحية متفاقمة، لكنها تكشف أيضًا عن هشاشة النظام الصحي السوداني في ظل النزاعات المستمرة. وبين جهود محلية محدودة وتجاهل دولي، يبقى المواطن السوداني في مواجهة مباشرة مع الأوبئة، في انتظار دعم لا يأتي، وعدالة صحية لا تتحقق.