تهديدات أمنية ومنع قناة الجزيرة

تقرير حقوقي: أكثر من 1200 انتهاك رقمي ضد الفلسطينيين في يونيو و"إنستغرام" في الصدارة

profile
  • clock 2 يوليو 2025, 12:12:54 م
  • eye 420
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
مركز "صدى سوشال"

محمد خميس

كشف مركز "صدى سوشال" للحقوق الرقمية، في تقريره الصادر اليوم الأربعاء، عن تصاعد غير مسبوق في الانتهاكات الرقمية الموجهة ضد الفلسطينيين ومناصري قضيتهم، مسجلًا 1247 انتهاكًا خلال شهر حزيران/يونيو 2025 وحده، في سياق ما وصفه بـ"تصعيد رقمي منظم ومتعدد الأطراف"، يتزامن مع اتساع رقعة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتقييد حرية الصحافة.

المنصات الكبرى شريكة في القمع الرقمي

بحسب التقرير، توزعت الانتهاكات بين منصات رقمية كبرى مثل "إنستغرام"، "فيسبوك"، "يوتيوب"، و"إكس"، إلى جانب جهات رسمية إسرائيلية وآلاف الحسابات الفردية التي شاركت في التحريض والتشهير.

وجاءت "إنستغرام" في صدارة المنصات المنتهِكة بنسبة 45.7%، تلتها "فيسبوك" و"يوتيوب" بنسبة 20% لكل منهما، ثم "إكس" و"واتساب" بنسبة 5.7%. وشملت الانتهاكات حذف منشورات، وتقييد وصول، وإغلاق حسابات، خاصة تلك التي توثق جرائم الاحتلال أو تعبر عن الرواية الفلسطينية.

استهداف الإعلام الفلسطيني: حذف قنوات كبرى دون إنذار

رصد التقرير تصاعدًا حادًا في حذف القنوات الفلسطينية على "يوتيوب"، بما في ذلك حسابات يتجاوز عدد مشتركيها 300 ألف، دون أي إنذارات أو مبررات، ما اعتبره المركز سياسة ممنهجة لتقييد الإعلام الفلسطيني.

التحريض والتشهير: الصحفيون في مرمى النيران الرقمية

وثّق "صدى سوشال" 904 منشورات تحريضية ضد صحفيين ونشطاء فلسطينيين على "تلغرام"، و223 على "إكس"، و120 على "فيسبوك"، شملت محتوى يتضمن تشهيرًا وتهديدًا مباشرًا.

وأشار التقرير إلى حملات خاصة استهدفت شخصيات بارزة مثل محمد وشاح، إسلام بدر، ومؤمن أبو العوف الذي اُغتيل لاحقًا، كما تزامنت الحملة مع ذكرى اغتيال الناشط نزار بنات، واستُخدمت فيها حسابات موجهة لتشويه سمعت

تهديدات أمنية ومنع قناة الجزيرة

رصد المركز اتصالات مباشرة من ضباط إسرائيليين إلى نشطاء في الضفة والداخل المحتل، هدّدتهم بالاعتقال في حال عدم حذف منشوراتهم، ما يُعد انتهاكًا مباشرًا لحرية التعبير.

كما وثّق التقرير حملة تحريض إسرائيلية ضد قناة الجزيرة، انتهت بقرار حكومي بمنعها من العمل داخل الأراضي المحتلة، وسط ملاحقة مراسليها والضغط على الصحفيين الأجانب لقطع صلتهم بها.

سياسة عزل غزة إعلاميًا.. وقطع الاتصالات سلاح رقمي إضافي

شهد شهر يونيو انقطاعات متكررة للاتصالات والإنترنت في غزة، ما وصفه المركز بأنه "تعتيم إعلامي متعمد" يهدف لمنع توثيق المجازر الجارية وإسكات صوت الضحايا، في محاولة لعزل القطاع عن العالم الرقمي.

دعوات للمساءلة وحماية الحقوق الرقمية

اختتم "صدى سوشال" تقريره بالتأكيد على أن هذه الانتهاكات باتت جزءًا من منظومة القمع الإسرائيلي الشاملة، محذرًا من تداعياتها الخطيرة على حرية التعبير وحقوق الإعلاميين.

ودعا المركز إلى محاسبة المنصات الكبرى على سياساتها التمييزية، وضمان حماية الصحفيين والنشطاء الرقميين، وتمكينهم من النشر والوصول للمعلومات في مواجهة "الرقابة الجائرة والإقصاء المتعمّد".

التعليقات (0)