تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الأربعاء، عن قلقها العميق إزاء التصعيد الخطير لاعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة ومخيم جباليا، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة عشرات المدنيين خلال الـ36 ساعة الماضية، وسط تحذيرات من انهيار شبه كامل لنظام الرعاية الصحية في القطاع.

مستشفيات خارج الخدمة.. ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات

وأشارت اللجنة في بيانها إلى أن معظم المستشفيات العامة في قطاع غزة أصبحت خارج الخدمة كليًا أو تعرضت لأضرار جسيمة، في حين تعمل ما تبقى من منشآت صحية – بما في ذلك المستشفى الميداني التابع للصليب الأحمر – بأضعاف طاقتها الاستيعابية، وتعاني من نقص شديد في الأدوية، الوقود، المستلزمات الأساسية، وحتى أكياس حفظ الجثامين.

النزوح المتكرر يُعمّق الأزمة الصحية والإنسانية

أوضح البيان أن أوامر الإخلاء التي فرضتها قوات الاحتلال على مناطق واسعة من مدينة غزة تسببت في موجات نزوح جديدة، ما أعاق قدرة السكان – وخاصة المرضى وذوي الإعاقة – على الوصول إلى الرعاية الطبية، ونتج عنه تفكك شمل العائلات وزيادة العبء على المرافق الصحية الواقعة خارج مناطق الإخلاء.

كما حذّرت اللجنة من أن تكرار النزوح يعوق وصول فرق الإسعاف والإنقاذ إلى الجرحى والمحتاجين، مما يهدد حياة المدنيين بشكل مباشر.

دعوة لاحترام الطواقم الطبية وضمان سلامة المدنيين

جددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تأكيدها على ضرورة احترام وحماية الطواقم الطبية والمرافق الصحية في غزة، واصفة إياها بـ"شريان الحياة" الوحيد في ظل هذه الظروف الكارثية. وشددت على ضرورة تنفيذ عمليات الإخلاء – إن وُجدت – بما يضمن توفير شروط إنسانية مناسبة تتعلق بالصحة والسلامة والنظافة.

وأشارت إلى أن القانون الدولي الإنساني يضمن حماية المدنيين دون استثناء، سواء امتثلوا لأوامر الإخلاء أم لم يتمكنوا من مغادرة منازلهم لأسباب صحية أو إنسانية.

كارثة إنسانية متفاقمة في غزة وسط صمت دولي

تأتي هذه التحذيرات في وقتٍ يتواصل فيه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، بدعم أمريكي كامل، موقعًا أكثر من 190 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، في ظل مجاعة تلوح في الأفق بحسب تحذيرات أممية متكررة.

القطاع الصحي في غزة يقف على حافة الانهيار الكامل، في وقت تُمارس فيه سياسة الإبادة الجماعية بحق المدنيين تحت أنظار العالم.