تقدير موقف.. مشهد الحرب الإيرانية – الإسرائيلية إلى أين؟

profile
  • clock 16 يونيو 2025, 9:37:23 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تقدير موقف.. مشهد الحرب الإيرانية – الإسرائيلية إلى أين؟

✍️  رامي أبو زبيدة

🔻 السيناريو الحالي لا يوحي بقرب نهاية الحرب. بل كل المؤشرات تؤكد أننا دخلنا في معركة طويلة النفس، محسوبة لكنها مفتوحة على احتمالات أوسع. وذلك لعدة اعتبارات متقابلة من طرفي الصراع:

من زاوية الحسابات الإسرائيلية:

1️⃣ الهدف الاستراتيجي الإسرائيلي لم يتحقق بعد
رغم الضربات الموجعة التي وجهتها تل أبيب في اليوم الأول، ترى المؤسسة الأمنية أن البرنامج النووي الإيراني ما زال فاعلاً، وأن "نافذة الفرصة" لضربه قد لا تتكرر.
لذلك ستسعى لاستنزاف طهران أكثر قبل أي تهدئة.

2️⃣ النجاح العملياتي فوق إيران يشجع على التصعيد
استخدام المسيرات والصواريخ الذكية داخل العمق الإيراني أعاد لإسرائيل زمام المبادرة جزئياً، وفتح شهيتها لاستمرار العمل ضد البنية التحتية الإيرانية، خاصة مع ضعف الجبهة الداخلية الإيرانية أمنياً.

3️⃣ الضوء الأصفر الأميركي ما زال مُضاء
التصريحات الأميركية المتكررة بعدم رغبتها بوقف الحرب فوراً، تعطي تل أبيب مساحة مناورة أوسع، وإن كانت مشروطة، إلا أنها تكفي لتمديد أمد العمليات بضعة أسابيع إضافية.

4️⃣ الحاجة السياسية الملحة لدى نتنياهو
يدرك رئيس الحكومة أن استمرار المعركة يمنحه التفافًا جماهيريًا نادرًا، ويعيد له بعضًا من "هالة الردع والسيطرة" التي خسرها داخلياً بعد فشل الحرب في غزة.
إنجاز استراتيجي في إيران قد يُترجم إلى مكسب سياسي داخلي.

5️⃣ الربط بين الجبهة الإيرانية وباقي الإقليم
إسرائيل تعتبر أن إنهاك إيران الآن هو مدخل لإعادة صياغة المشهد في لبنان واليمن وغزة، وضرب "محور المقاومة" كاملاً عبر شلّ مركز ثقله – طهران.


في المقابل، الحسابات الإيرانية تميل للمراكمة والتصعيد المرحلي:

1️⃣ استمرار المعركة ضرورة لإثبات فشل الضربة الإسرائيلية الأولى
إيران لا تقاتل فقط من أجل الردّ، بل لتثبت أن قدرتها على الردع لم تتأثر، وأنها لا تزال تمتلك زمام المبادرة الاستراتيجية.

2️⃣ معركة طويلة، لكن محسوبة ومجزأة
طهران تدرك أن حربًا شاملة لا تخدم مصالحها، لكنها ترى أن استمرار القصف المحدود والدقيق لأيام أو أسابيع سيعيد بعض التوازن، ويمنحها هامشًا أكبر للتفاوض لاحقًا من موقع القوة.

3️⃣ رهان على تآكل الجبهة الداخلية في إسرائيل
القيادة الإيرانية تعتقد أن المجتمع الإسرائيلي، رغم دعمه المبدئي للحرب، لن يصمد طويلاً تحت الضغط الصاروخي والناري المستمر.

4️⃣ معركة "تثبيت الهيبة" أكثر من كونها معركة انتصار شامل
إيران تحتاج لأن تظهر أمام جمهورها الداخلي، وأمام حلفائها الإقليميين، كقوة قادرة على تحمل الصدمة والرد عليها، وإدارة معركة معقدة بدون انهيار.

5️⃣ الفارق السكاني والجغرافي يمنح إيران قدرة تحمّل أعلى
طهران تعرف أن كلفتها البشرية قد تكون أكبر، لكنها تحتمل ذلك. بينما تُدرك أن إسرائيل لا تملك المساحة ولا الكتلة السكانية الكافية لامتصاص خسائر طويلة دون أثر سياسي واجتماعي كبير.

6️⃣ رفض واضح لأي تسوية مفروضة
إيران تعتبر أن أي وساطة تقودها واشنطن أو الأوروبيون ستكون منحازة، وترفض الدخول في تسوية تفرض شروطًا نووية أو سياسية قسرية. لذا فإن استمرار القتال حاليًا هو وسيلة لمنع فرض معادلة تسوية غير متكافئة لاحقًا.

🔻 خلاصة المشهد:

نحن أمام صراع مفتوح محدود، يديره الطرفان بأعصاب باردة، لكن بأهداف متناقضة:
إسرائيل تريد حسمًا استراتيجيًا يعيد هيبتها، ويفكك البرنامج النووي الإيراني أو يشله.

إيران تسعى لإثبات أنها ليست الحلقة الأضعف، وأن الردع لا يزال متماسكًا، تمهيدًا لتسوية تضمن مكاسب سياسية وأمنية.


⚠️ لكن في حال فشل أي طرف في تحقيق الحد الأدنى من أهدافه، فإن السيناريو الأخطر سيكون مطروحًا:
توسيع رقعة الحرب ودخول أطراف إقليمية، وربما انفجار حرب كبرى في المنطقة.

ما بعد اليوم الرابع هو اختبار للصلابة، أكثر منه سباقًا للانتصار.

التعليقات (0)