-
℃ 11 تركيا
-
16 يونيو 2025
دروس من الحرب: قراءة في المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية
الكيان الصهيوني ليس عصيًا على الهزيمة
دروس من الحرب: قراءة في المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية
-
16 يونيو 2025, 2:48:30 م
-
409
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية
متابعة_ محمد خميس
في خضم التصعيد العسكري غير المسبوق بين إيران والكيان الصهيوني، ظهرت معالم واضحة لصراع تتجاوز تداعياته البعد العسكري، لتكشف عن جملة من الحقائق والدروس التي تستحق التأمل. وفي هذا السياق، طرح أحد المراقبين رؤيته المتواضعة حول ما يمكن استخلاصه من هذه الحرب، التي أعادت ترتيب الوعي الشعبي والسياسي في المنطقة.
الدرس الأول: الكيان الصهيوني ليس عصيًا على الهزيمة
رغم ما يتمتع به الكيان الصهيوني من تفوق عسكري ولوجستي واستخباراتي، مكّنه من تنفيذ اغتيالات وعمليات نوعية داخل العمق الإيراني، فإن الرد الإيراني الأخير أثبت أن هذا الكيان قابل للضرب والهزّة بل ولزرع الذعر في داخله.
الضربات الإيرانية المباشرة أحدثت صدمة كبيرة في إسرائيل، وأظهرت هشاشة الداخل الصهيوني حين يواجه هجومًا منظمًا ومباغتًا. هذا الدرس موجه أولًا إلى من يرى في إسرائيل قوة لا تُقهر أو يُنال منها.
الدرس الثاني: الوحدة الإسلامية ليست مستحيلة
كشفت الحرب أن الأمة الإسلامية، رغم ما تعانيه من خلافات مذهبية وسياسية وجغرافية، قادرة على التوحد في مواجهة عدو مشترك إذا توافرت الإرادة.
وإن كانت هذه الوحدة لم تتجسد بالكامل على الأرض، فإن المشاعر الجماهيرية ومواقف الشعوب أظهرت أن هناك قابلية حقيقية لتجاوز الصراعات الداخلية حين تشتد المعركة مع الكيان الغاصب.
هذا الدرس موجه لكل من يغلب العصبية المذهبية أو الولاءات السياسية الضيقة على حساب القضايا الكبرى.
الدرس الثالث: ازدواجية الغرب وانكشاف المواقف
لم يكن مستغربًا أن تسارع القوى الغربية إلى إدانة إيران على ردّها العسكري، بينما تجاهلت الهجمات الإسرائيلية المتكررة على أراضيها.
هذا الانحياز الفاضح يكشف مجددًا أن التعويل على دعم الأنظمة الغربية للقضية الفلسطينية أو لأي حق عربي – إسلامي هو رهان خاسر.
هذا الدرس موجه لأولئك الذين لا يزالون يظنون أن العدالة الغربية تشمل شعوبنا أو قضاياها العادلة.
الدرس الرابع: المواقف العربية بين الخذلان والتواطؤ
وربما كان الدرس الأكثر إيلامًا هو ما كشفت عنه الحرب من مواقف بعض الأنظمة العربية التي فضلت الصمت، بل وبعضها هاجم إيران ودافع عن الكيان الإسرائيلي ضمنيًا أو علنًا.
وتشير التقارير إلى احتمال تورط بعضها في تقديم تسهيلات لوجستية لإسرائيل، في خيانة فاضحة لمبادئ التضامن العربي والإسلامي.
هذا الدرس موجه لكل الشعوب العربية لتدرك من هو الصديق ومن هو المتواطئ مع العدو.
الوعي الشعبي يتقدم
ما جرى ليس مجرد تصعيد عسكري، بل لحظة كاشفة ومفصلية تفتح الباب أمام وعي جديد، تُعاد فيه قراءة التحالفات، وتُغربل فيه المواقف، وتُسجَّل فيه الدروس التي قد تُمهد لنصر قادم، إن صدق العزم وتوحدت الصفوف.
ولعل في الأحداث الجارية خيرًا خفيًا يكشف المزيد من الحقائق، ويعيد ترتيب الأولويات، ويمهد لطريق جديد تنطلق فيه الأمة نحو عزتها وكرامتها، بإذن الله.
.jpeg)








