تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

شهدت مدينة لاهاي الهولندية، مساء الأحد، مظاهرة ضخمة شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين، تنديدًا بسياسة الحكومة الهولندية الداعمة لـ"إسرائيل"، واحتجاجًا على استمرار تصدير الأسلحة إليها رغم الجرائم المرتكبة في قطاع غزة.

شعار موحّد ورسالة قوية: "ضعوا خطًا أحمر"

تجمع المتظاهرون في ميدان "ماليفيلد" الشهير، مرتدين ملابس حمراء كرمز لشعارهم الموحد "ضعوا خطًا أحمر لإسرائيل"، في تعبير رمزي واضح عن رفضهم لأي تواطؤ سياسي أو عسكري مع الاحتلال الإسرائيلي.

المظاهرة التي نظمتها عشرات من منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، حملت طابعًا إنسانيًا صريحًا، حيث دعا المشاركون إلى وقف فوري لصادرات الأسلحة إلى إسرائيل، وفتح المعابر بشكل عاجل لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

انتقادات للحكومة الهولندية وصمت مريب تجاه الإبادة

خلال التظاهرة، ألقى عدد من المتحدثين كلمات قوية اتهموا فيها الحكومة الهولندية بالصمت المتواطئ إزاء ما وصفوه بالإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة. وأشاروا إلى أن مئات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، لقوا حتفهم نتيجة الجوع منذ مارس/آذار الماضي، في ظل استمرار الحصار الخانق.

كما نددوا بالدعم العسكري الذي تقدمه هولندا لإسرائيل، معتبرين أن هذا الدعم يسهم مباشرة في قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية للقطاع المحاصر منذ سنوات.

هتافات قوية ومسيرة رمزية أمام محكمة العدل الدولية

ردد المتظاهرون هتافات مناوئة للسياسات الغربية، من بينها: "أيديكم ملطخة بالدماء"، "هولندا تدفع، وإسرائيل تقصف"، "حرروا فلسطين"، "لا سلام في الأراضي المحتلة"، "أوقفوا الإبادة الجماعية"، و"أوقفوا قتل الأطفال".

كما مرّت المسيرة من أمام قصر السلام الذي يضم محكمة العدل الدولية، وأمام مبنى البرلمان الهولندي، في محاولة رمزية لتسليط الضوء على ازدواجية المعايير الغربية وتجاهل القرارات القضائية الدولية بشأن وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

أزمة إنسانية خانقة في غزة وسط صمت دولي

يُشار إلى أن "إسرائيل" أغلقت، منذ 2 مارس/آذار الماضي، جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، ما أدى إلى منع دخول أي مساعدات غذائية أو طبية أو إغاثية، الأمر الذي تسبب بتدهور كارثي غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية، بحسب تقارير رسمية وحقوقية.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبغطاء أميركي كامل، ترتكب قوات الاحتلال الإسرائيلي إبادة جماعية موثقة في غزة، خلفت أكثر من 184 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ظل دمار شامل ومجاعة تهدد حياة المدنيين.