-
℃ 11 تركيا
-
26 يونيو 2025
تعليق تحليلي على المبادرة الترامبية "لإنهاء الحرب في غزة
التوقيت والدوافع
تعليق تحليلي على المبادرة الترامبية "لإنهاء الحرب في غزة
-
26 يونيو 2025, 5:57:05 م
-
434
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
*رامي أبو زبيدة – باحث في الشؤون العسكرية والأمنية*
الحديث الدائر عن رؤية ترامب ومن خلفه أطراف عربية وإسرائيلية لإنهاء الحرب في غزة، و*إعادة ترتيب المشهد الفلسطيني والإقليمي، يندرج ضمن محاولات تدويل الهزيمة الإسرائيلية وتحويل مأزق الاحتلال في غزة إلى فرصة استراتيجية عبر **فرض صفقة سياسية قسرية* تضمن أمن "إسرائيل" وتعيد إنتاج الوصاية العربية والدولية على القضية الفلسطينية.
*أولاً: جوهر المبادرة الترامبية – أمن لإسرائيل مقابل كسر المقاومة*
مبادئ الخطة التي ناقشها ترامب مع نتنياهو وروبيو وديرمر تؤكد أن *أمن إسرائيل هو الأولوية:*
1. السيطرة على محور فيلادلفيا لمنع تعاظم المقاومة.
2. نفي قيادة حماس من غزة.
3. توطين فلسطينيين في الخارج.
4. اعتراف دول عربية جديدة بـ"إسرائيل".
5. إعادة تشكيل السلطة الفلسطينية وفق معايير "إصلاحية" ترضي واشنطن وتل أبيب.
*كل ذلك دون أي ضمان حقيقي لحقوق الفلسطينيين، أو لوقف العدوان، أو لرفع الحصار، أو حتى لإعادة الإعمار!*
*ثانياً: لماذا لن تنجح هذه الخطة؟*
🔹 1. تجاهل شروط المقاومة: المقاومة الفلسطينية – وعلى رأسها حماس – حدّدت خطوطًا حمراء واضحة: *وقف العدوان، انسحاب الاحتلال من غزة، رفع الحصار، وإعادة الإعمار دون شروط.* الحديث عن نزع *سلاح المقاومة* أو نفي قياداتها أو بقاء الاحتلال على المحاور السيادية مثل فيلادلفيا يعني العودة إلى مربع ما قبل 7 أكتوبر بشكل أسوأ، وهذا ما ترفضه المقاومة تمامًا.
🔹 2. إقصاء الشعب الفلسطيني من المعادلة: *أي خطة لا تمر عبر إرادة الشعب الفلسطيني وقواه الفاعلة في الميدان هي وصفة للفشل.* محاولة فرض ترتيبات فوقية *بإخراج قيادة المقاومة،* وتوسيع التطبيع، وتحسين صورة السلطة المنهارة، يعني العودة إلى سياسات *"السلام الاقتصادي"* و*"الهندسة الأمنية"* التي أسقطها الفلسطينيون بالدم والنار.
🔹 3. رفض حماس الصريح لأي ترتيب يُقصيها أو ينزع سلاحها: حماس اليوم – رغم الدمار والحصار – وأي خطة تقوم على "إبعادها أو تحييدها" تعني تأجيج الصراع لا إنهاءه.
*ثالثاً: التوقيت والدوافع*
يسعى ترامب لكسب اوراق داخلية وشخصية عبر إظهار "قيادة حاسمة للسلام في الشرق الأوسط".
يحاول نتنياهو الهروب من أزمته الداخلية ومحاكمته.
*تريد إسرائيل الخروج من مستنقع غزة دون أن تدفع ثمن*
لكن هذه الحسابات لا تأخذ بعين الاعتبار أن غزة والمقاومة لن تقبل بهدنةٍ تشبه الاستسلام، ولا بحلّ يتجاوز تضحيات شعبها.
*هذه الصفقة التي تُطبخ على نار أمريكية – إسرائيلية – عربية منخفضة الحرارة، مآلها الفشل، طالما أصرت على:*
نزع سلاح المقاومة.
إبقاء الاحتلال.
تجاوز إرادة الفلسطينيين.
*من يريد الاستقرار، عليه أن يبدأ بوقف العدوان ورفع الحصار واحترام إرادة غزة الصامدة.*







.jpg)
.jpg)