-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
تعاون استراتيجي بين الصين وإندونيسيا لمواجهة التحديات العالمية
تعاون استراتيجي بين الصين وإندونيسيا لمواجهة التحديات العالمية
-
25 مايو 2025, 2:31:41 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: شيماء مصطفى
في خطوة تعكس أهمية إندونيسيا المتزايدة في الاستراتيجية الإقليمية للصين، التقى رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ بالرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو في العاصمة جاكرتا، حيث أعرب عن تطلع بكين إلى تعزيز التعاون الثنائي لمواجهة التحديات المشتركة، بما يشمل الأزمات الاقتصادية العالمية والاضطرابات الجيوسياسية.
الزيارة الرسمية تأتي في إطار سعي الصين لتقوية علاقاتها مع الدول النامية، وسط تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة، وهو ما يدفعها إلى توسيع شبكتها من الشراكات الإقليمية، خصوصاً مع دول جنوب شرق آسيا.
نحو شراكة أوثق: تعزيز الثقة والتنسيق
ركز لي تشيانغ في حديثه على ضرورة تعزيز الثقة السياسية والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين، وهو ما يعكس إدراك الصين لأهمية الاستقرار السياسي في محيطها الآسيوي، ودورها في تحقيق طموحات بكين الاقتصادية والاستراتيجية.
وأكد رئيس الوزراء الصيني أن العلاقة بين البلدين يجب أن تقوم على توسيع نطاق التعاون في القطاعات الحديثة، بما يسهم في بناء أساس متين لشراكة طويلة الأمد.
الذكاء الاصطناعي والطاقة والفضاء
بحسب ما نقلته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) من أبرز ما جاء في تصريحات لي دعوته إلى توسيع آفاق التعاون في مجالات استراتيجية، تشمل:
التمويل
الطاقة الجديدة
الاقتصاد الرقمي
الذكاء الاصطناعي
الفضاء
القطاعات البحرية
هذه القطاعات تمثل أولوية للتنمية الصينية داخلياً، وتسعى بكين إلى تصدير خبراتها فيها عبر الشراكات مع الدول ذات النمو المتسارع، مثل إندونيسيا، ما يعزز مكانتها كقوة اقتصادية وتكنولوجية صاعدة.
التوترات الصينية الأمريكية
تأتي هذه الجهود في وقت تسعى فيه الصين إلى تقليل اعتمادها على السوق الأمريكي، بعدما شهدت العلاقات التجارية بين البلدين موجات من فرض الرسوم الجمركية المتبادلة. ورغم اتفاق واشنطن وبكين مؤخراً على تعليق الرسوم الجديدة لمدة 90 يوماً، إلا أن بكين تنظر إلى العلاقات مع دول مثل إندونيسيا كجزء من استراتيجيتها لتوسيع البدائل الاقتصادية.
وفي المقابل، تسعى إندونيسيا للتوازن بين علاقاتها مع الصين والولايات المتحدة، حيث قدمت بعض التنازلات لواشنطن للتقليل من الأثر السلبي للرسوم الجمركية على اقتصادها، مما يعكس سياسة خارجية إندونيسية قائمة على البراغماتية والتنوع في الشراكات.
خطوة نحو تكامل اقتصادي
اللقاء بين برابوو ولي أسفر عن توقيع مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية، شملت مجالات مثل:
التنمية الاقتصادية
الصناعة
سلاسل التوريد
التعاون المالي
هذه الاتفاقيات تعكس التزام الطرفين بتعميق الشراكة الاستراتيجية، وتؤكد الرغبة الصينية في خلق تحالفات اقتصادية جديدة ضمن مبادرة الحزام والطريق، بينما تسعى إندونيسيا إلى تحقيق مكاسب تنموية وتحسين موقعها في سلاسل القيمة العالمية.
مصالح متبادلة ونفوذ متنامٍ
بناءً على ما سبق، يتضح أن زيارة لي تشيانغ لإندونيسيا ليست مجرد خطوة دبلوماسية، بل تعكس توجهاً صينياً جديداً لبناء تحالفات مستدامة في جنوب شرق آسيا، بينما تؤكد إندونيسيا مكانتها كلاعب محوري في المعادلة الاقتصادية الإقليمية.
في ظل التحديات العالمية، يبدو أن بكين وجاكرتا تتقاطع مصالحهما في تعزيز الاستقرار والتنمية والتنوع الاقتصادي، مما يجعل من هذه الزيارة نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من التكامل الاستراتيجي بين العملاق الآسيوي والقوة النامية الصاعدة.










