نحو مليوني شخص في غزة مهددون بالمجاعة

مفوض "الأونروا": خطة الإمداد الإسرائيلية في غزة غير إنسانية ومآلها الفشل

profile
  • clock 25 مايو 2025, 2:29:07 م
  • eye 424
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
فيليب لازاريني

متابعة: محمد خميس

في ظل تصاعد التحذيرات الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، أكد فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن المخطط الإسرائيلي الجديد لتوزيع المساعدات في غزة "لن ينجح"، مشددًا على أنه يتعارض بشكل صارخ مع المبادئ الإنسانية الأساسية.

خطة ذات أهداف عسكرية لا إنسانية

وفي منشور رسمي عبر حساب "أونروا" على منصة "فيسبو" اليوم السبت، أوضح لازاريني أن الآلية التي تسعى سلطات الاحتلال لفرضها عبر مراكز خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، لا تراعي احتياجات الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع الغزّي، مثل كبار السن وذوي الإعاقة، بل تبدو وكأنها "تدعم هدفًا عسكريًا أكثر من حرصها على المعاناة الإنسانية الحقيقية".

وأضاف المفوض الأممي:
"ليس من الممكن لمنظمة إنسانية تحترم نفسها أن تلتزم بمثل هذا النموذج"، في إشارة واضحة إلى رفض "أونروا" الانخراط في مخططات تفقد العمل الإنساني حياديته ومصداقيته.

نحو مليوني شخص في غزة مهددون بالمجاعة

من جانبه، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن نحو مليوني فلسطيني في قطاع غزة مهددون بخطر الجوع الحاد والمجاعة في حال لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة لتوفير الغذاء والمساعدات الإنسانية.

ويُعد هذا التحذير من أقوى المؤشرات الدولية على اقتراب غزة من كارثة إنسانية شاملة، حيث تتعطل سلاسل الإمداد، وتُمنع الشاحنات من الوصول إلى من هم بأمس الحاجة للمساعدة، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي.

غوتيريش: الفلسطينيون يعيشون أكثر الفترات وحشية

وفي بيان صحفي صدر اليوم، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن الفلسطينيين في غزة يواجهون "أكثر الفترات وحشية" منذ بدء النزاع، مشيرًا إلى أن الهجوم العسكري الإسرائيلي بلغ مستويات مروعة من الدمار والقتل الجماعي.

وأشار غوتيريش إلى أن من أصل 400 شاحنة سمح لها بدخول غزة عبر معبر "كرم أبو سالم"، لم تصل المساعدات فعليًا إلا من 115 شاحنة فقط، ما يجعل الكميات التي تصل إلى الداخل غير كافية إطلاقًا لتلبية احتياجات السكان.

الاحتلال يجدد عدوانه ويقلب على اتفاق الهدنة

وفي استمرار لانتهاكاته، جددت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة فجر 18 مارس/آذار 2025، بعد انتهاء هدنة استمرت نحو 60 يومًا، تم التوصل إليها بوساطة أمريكية ومصرية وقطرية. وقد أسفر هذا التصعيد الجديد عن استشهاد وإصابة أكثر من 12 ألف فلسطيني حتى اللحظة.

هذا التصعيد يعكس تجاهلًا متعمداً لأي مساعي دبلوماسية لإنهاء النزاع، وتأكيداً على استمرار نهج القتل الجماعي والحصار المتعمّد بحق سكان غزة.

حصيلة مأساوية ودعم أمريكي مستمر

منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، بدعم أمريكي غير مشروط، ما أسفر عن أكثر من 175 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، وسط نزوح مئات الآلاف في ظل ظروف معيشية كارثية.

خاتمة: موقف دولي ضعيف ومأساة تتفاقم

في ضوء كل ما سبق، يبدو أن المجتمع الدولي ما يزال عاجزًا عن وقف الإبادة الجماعية في غزة، في حين يستمر الاحتلال الإسرائيلي في استغلال الحصار والمساعدات كسلاح ضغط وتدمير. وبينما تنادي المؤسسات الإنسانية بضرورة احترام القانون الدولي، تُترك غزة وحدها تواجه جوعًا، ودمارًا، وموتًا بطيئًا في ظل صمت عالمي مريب.

 

التعليقات (0)