تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن تركيا لعبت دورًا محوريًا في تنسيق الاجتماعات المتعلقة بالقضية الفلسطينية خلال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأمريكية، مشيراً إلى أن بلاده كانت وراء تنظيم ودعم جميع الاجتماعات المتعلقة بفلسطين وغزة.

وقال فيدان خلال تصريحات للصحفيين في البيت التركي بمدينة نيويورك، إن الرئيس رجب طيب أردوغان عقد عدة لقاءات ثنائية مع قادة دول وحشد زعماء لمؤتمر حل الدولتين، وكذلك شارك في قمة المناخ، مؤكداً على أن قضية فلسطين كانت محور اهتمامه الأساسي خلال زيارته لنيويورك.

الاجتماعات الثنائية والرعاية الدولية

وأشار فيدان إلى أن أردوغان التقى بأفراد من الجالية التركية في أمريكا، بالإضافة إلى اجتماعات مع رجال أعمال أتراك وأمريكيين، بينما شاركت عقيلة الرئيس أمينة أردوغان في فعاليات تناولت قضايا الأسرة، وتمكين المرأة، والبيئة، والثقافة.

وأكد وزير الخارجية التركي أنه ترأس شخصياً الاجتماع السنوي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، مؤكداً على أن الوضع في غزة كان من أهم المواضيع المطروحة على جدول الأعمال.

وقال فيدان:
"كان هناك برنامج يومي على الأقل يركز على فلسطين، بما في ذلك جلسات لمتابعة الوضع الإنساني في غزة والعمل على وقف الحرب فورًا".

مبادرة أردوغان لعقد اجتماع دولي حول غزة

كشف فيدان أن الرئيس أردوغان كان وراء فكرة عقد اجتماع حول غزة شارك فيه قادة ثماني دول من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأشار إلى أن تركيا كدول تمثل حوالي 800 مليون مسلم أوضحت لترامب رؤيتها بشأن الوضع في غزة بكل وضوح، مؤكداً على:

ضرورة وقف إطلاق النار فوراً.

إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.

رفض أي خطوة إسرائيلية لضم الضفة الغربية.

رفض إجبار الغزيين على النزوح عن أرضهم.

وأضاف فيدان: "ثمة مؤشرات أولية على تقدم إيجابي في القضايا التي تم بحثها، ونتمنى أن تكلل هذه المساعي بالنجاح".

الإنجازات الدبلوماسية: اعترافات جديدة بفلسطين

أشار الوزير التركي إلى أن إعلان بعض الدول الغربية اعترافها بفلسطين كان نتيجة مباشرة للعمل المشترك الذي قامت به مجموعة الاتصال المشتركة المكونة من منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية.

ولفت إلى أن عدد الدول التي اعترفت بفلسطين ارتفع إلى مستوى قياسي، بما في ذلك دول من أوروبا، وإنجلوسكسونيا، وكندا، وأستراليا، موضحاً أن ذلك يعكس تأثير العمل الدبلوماسي وضغوط الرأي العام الدولي على تعزيز الاعتراف بحقوق الفلسطينيين بعد الكوارث الإنسانية الأخيرة.

التركيز على وقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية

أكد فيدان أن المرحلة الحالية تتطلب أولاً وقف الحرب في غزة، ثم الانتقال إلى إصلاح إداري ومالي لفلسطين وإقامة إدارة ذاتية في القطاع. وأوضح:
"الخطوة الانتقالية ستكون بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار، لضمان أن تصبح فلسطين دولة قادرة على إدارة شؤونها بنفسها".

وأشار الوزير إلى أن هناك مسودة لوقف إطلاق النار يجري العمل عليها بسرية وبمشاركة عدة دول معنية وجهود منسقة بعيدًا عن الأضواء. وأضاف أن تركيا لن تتراجع أو تيأس وستستخدم كل طاقتها لتحقيق هذا الهدف الإنساني والسياسي.

الوضع الإنساني المأساوي في غزة

ذكر فيدان أن دعم الولايات المتحدة لا يبرر الجرائم المستمرة، حيث ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ما وصفه بـ الإبادة الجماعية في غزة، والتي أسفرت عن:

استشهاد أكثر من 66 ألف فلسطيني وإصابة نحو 168 ألفًا آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء.

وفاة المئات جوعًا بسبب الحصار المستمر ونقص الغذاء والمساعدات الإنسانية.

تعرض الأطفال والنساء إلى القصف المباشر، حيث قُتل أكثر من 20 ألف طفل و12 ألفًا و500 امرأة، بينهم آلاف الأمهات، ومئات الأطفال الرضع.

وأكد الوزير أن تركيا تعمل على تخفيف هذه المعاناة من خلال الضغط الدبلوماسي الدولي وإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

الدور التركي على الساحة الدولية

يبرز دور تركيا في تعزيز الدبلوماسية الفلسطينية على المستويين العربي والدولي من خلال:

قيادة الاجتماعات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

التنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية.

الضغط على المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف العنف ورفع الحصار عن غزة.

دعم الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وتعزيز حقوقها السيادية في المستقبل.

وأشار فيدان إلى أن الجهود التركية مستمرة وأن الرئيس أردوغان سيواصل العمل على تحقيق وقف إطلاق النار واستقرار الوضع في غزة، مؤكدًا على أن القضية الفلسطينية تبقى أولوية تركية على المستوى الدولي.