تكبير الخط تصغير الخط

في تصريحات مثيرة أدلى بها خلال مؤتمر في الدوحة، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة وتحويله إلى ما وصفه بـ"منطقة حرية". وقال ترامب: "لدي تصورات لغزة أعتقد أنها جيدة جدًا، فلنجعلها منطقة حرية، دعوا الولايات المتحدة تتدخل وتحوّلها ببساطة إلى منطقة حرية"، مضيفًا: "سأكون فخورًا بأن تمتلك الولايات المتحدة غزة، أن تأخذها وتحوّلها إلى منطقة حرية". 

جاءت هذه التصريحات في اليوم الثالث من جولة ترامب في الشرق الأوسط، التي بدأت في الرياض وانتقلت إلى الدوحة، حيث تلعب قطر دورًا محوريًا في جهود الوساطة لوقف الحرب المستمرة منذ 19 شهرًا على القطاع وضمان إطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس. ومن الجدير بالذكر أن الدوحة كانت قد رفضت سابقًا تصريحات مشابهة لترامب، حين قال إنه يرغب في جعل غزة "ريفييرا الشرق الأوسط"، معتبرة أن هذا الطرح يتعارض مع السيادة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

تهديدات لليمن رغم الهدنة

وفي سياق متصل بالمنطقة، أطلق ترامب تحذيرات موجهة إلى جماعة أنصار الله في اليمن، مفادها أن الولايات المتحدة ستعود إلى الهجوم إذا ما أقدمت الجماعة على تنفيذ هجمات جديدة، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرًا مع واشنطن. تصريحات ترامب جاءت لتؤكد أن الإدارة الأمريكية لا تزال تحتفظ بخيارات عسكرية في حال انهيار الهدنة الهشة، في وقت تشهد فيه الجهود الدبلوماسية تصعيدًا غير مسبوق على مختلف الجبهات في الشرق الأوسط.

مؤشرات على اقتراب اتفاق نووي مع إيران

في تطور آخر، ألمح الرئيس الأمريكي إلى اقتراب التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، ما قد يجنب المنطقة مواجهة عسكرية مفتوحة. وقال ترامب: "لن نصنع أي غبار نووي في إيران"، مضيفًا: "أعتقد أننا نقترب من إبرام اتفاق دون الحاجة إلى القيام بذلك"، في إشارة إلى الخيار العسكري الذي لطالما لوّحت به واشنطن وتل أبيب. وقد أدت هذه التصريحات إلى تراجع أسعار النفط بنسبة تجاوزت 3%، في ظل التفاؤل المتزايد بإمكانية التوصل إلى تسوية دبلوماسية. وبحسب ما نقلته شبكة ABC نيوز، فإن علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أبدى استعداد طهران للتخلي عن مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب مقابل رفع العقوبات الأمريكية، وهو ما اعتُبر تنازلًا كبيرًا يفتح الباب أمام اختراق دبلوماسي محتمل.

إشادة بدور قطر في دفع الحلول السلمية

وخلال حديثه، وجّه ترامب الشكر لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على ما وصفه بدوره الحاسم في تشجيع إيران على الانخراط في المسار الدبلوماسي وتجنب التصعيد. وقال الرئيس الأمريكي إن إيران يجب أن "تتقدم بالشكر الكبير" للقيادة القطرية على جهودها في الحث على تجنب المواجهة مع الولايات المتحدة، معتبرًا أن تلك الوساطة لعبت دورًا جوهريًا في تهدئة الأجواء وتليين المواقف الإيرانية.

خطط تسليحية جديدة.. مشروع طائرة F-55 وتطوير الـF-22

وعلى صعيد الصناعات الدفاعية، كشف ترامب خلال لقائه بعدد من قادة الشركات الأمريكية، من بينهم رؤساء شركتي بوينغ وجي إي إيروسبيس، أن إدارته تدرس تطوير طائرة مقاتلة ثنائية المحرك باسم F-55، إلى جانب إصدار نسخة مطورة من طائرة F-22 رابتور تحت مسمى F-22 Super. وقال ترامب: "سنعمل على طائرة F-55 وإذا حصلنا على السعر المناسب – ويجب أن نحصل عليه – فستكون مزودة بمحركين، وستكون بمثابة ترقية فائقة لطائرة F-35، ثم سنعمل على طراز F-22 الجديد". وأضاف: "في رأيي، أجمل طائرة مقاتلة في العالم هي F-22، لكننا سنُنتج نسخة F-22 Super، وستكون نسخة عصرية جدًا من هذه الطائرة القتالية". تأتي هذه التصريحات ضمن مساعي الإدارة الأمريكية لتعزيز قدراتها الجوية وتأكيد تفوقها التكنولوجي، وسط تصاعد التوترات العالمية وسباق التسلح المتنامي.