رسائل سياسية مبطنة للمنطقة والعالم

ترامب يعود إلى الخليج: جولة إعادة تموضع ترسم ملامح جديدة للنفط والتطبيع والتوازنات الإقليمية

profile
  • clock 14 مايو 2025, 3:14:16 م
  • eye 434
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
ترامب

محمد خميس

بدأ الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، جولة جديدة في منطقة الخليج، تحمل في طياتها دلالات استراتيجية متعددة الأبعاد، وسط تحولات إقليمية متسارعة وملفات دولية ضاغطة، في مقدمها أمن الطاقة، التوسع الصيني في الشرق الأوسط، ومسارات التطبيع العربي مع إسرائيل.

قراءة استراتيجية في أهداف الجولة: ما وراء الزيارات؟

تهدف جولة ترامب إلى إعادة التموضع السياسي والاقتصادي في المنطقة، بعد سنوات من التغيير في السياسة الخارجية الأمريكية خلال إدارة خلفه، جو بايدن. وتُركّز هذه الجولة على:

ضمان استقرار تدفق الطاقة العالمية في ظل اضطرابات أسواق النفط الناتجة عن النزاعات الدولية.

كبح النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة، خاصةً بعد توقيع اتفاقيات استراتيجية بين بكين وعدة عواصم خليجية.

دفع عجلة التطبيع العربي الإسرائيلي نحو مراحل متقدمة، بما ينسجم مع سياسات ترامب السابقة كعرّاب لـ"اتفاقيات إبراهام".

محطات الزيارة: أجندات ثنائية ومصالح متقاطعة

تشمل جولة ترامب عدة محطات خليجية، من أبرزها السعودية، الإمارات، وقطر، حيث يحمل في جعبته ملفات ثنائية دقيقة:

في السعودية: يتم بحث أمن الطاقة، والتحالف العسكري، والتنسيق بشأن أسعار النفط في "أوبك بلس".

في الإمارات: تبرز ملفات التعاون التكنولوجي، الدفاعي، والاستثمار في البنية التحتية الأمريكية.

في قطر: يُناقش مستقبل التوازن الإقليمي، وقضايا الغاز المسال، ودور الدوحة في التهدئة الإقليمية والتوسط في النزاعات.

ترامب وسياسة "الصفقات الكبرى": عودة إلى قواعد اللعبة

تعكس هذه الجولة النهج التقليدي الذي اتبعه ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى، والذي ارتكز على "الصفقات الكبرى" بدلاً من الاتفاقيات المؤسسية، إذ يسعى الآن لاستعادة زخمه السياسي عبر بوابة الخليج من خلال:

إبرام صفقات ضخمة في مجال السلاح والطاقة.

دعم استثمارات خليجية داخل الولايات المتحدة لتعزيز الاقتصاد الأمريكي.

ربط الأمن الإقليمي بالمصالح الأمريكية المباشرة، وتقديم واشنطن كضامن وحيد للاستقرار في مواجهة الصين وإيران.

رسائل سياسية مبطنة للمنطقة والعالم

تحمل زيارة ترامب رسائل سياسية مزدوجة:

للمنطقة: مفادها أن واشنطن، حتى خارج الإطار الرسمي للإدارة الحالية، لا تزال تعتبر الخليج شريكًا محوريًا.

وللداخل الأمريكي: أنها فرصة لإعادة تموضعه كرجل دولة قادر على استعادة نفوذ الولايات المتحدة عبر تحالفاته التقليدية.

كما أنها تشكل ضغطًا سياسيًا غير مباشر على إدارة بايدن، عبر إبراز تناقضات السياسة الحالية مع "النهج الترامبي" في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط.

 زيارة في توقيت حساس

تأتي جولة ترامب في وقت حساس للغاية، مع اشتعال الأزمات في الشرق الأوسط، وتصاعد الصراع على النفوذ بين القوى الدولية. وهي جولة لا تقتصر على الأهداف الاقتصادية أو الأمنية فحسب، بل تعكس تنافسًا أمريكيًا داخليًا على مستقبل الدور القيادي للولايات المتحدة في المنطقة.

التعليقات (0)