-
℃ 11 تركيا
-
17 يونيو 2025
معاريف: العلاقات الأميركية - الخليجية: أكثر من المال بكثير
معاريف: العلاقات الأميركية - الخليجية: أكثر من المال بكثير
-
15 مايو 2025, 10:50:17 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
زيارة ترامب لدول الخليج
صفقات سلاح خيالية بقيمة نحو 142 مليار دولار، وطلب 30 طائرة بوينغ 737 خلال زيارة دونالد ترامب كبادرة طيبة للضيف المحترم، وطائرة رئاسية جديدة، وحتى نمر عربي هدية على شرف الرئيس، هذه هي القائمة الجزئية للإنجازات، الاتفاقات، والهدايا التي تمكن الرئيس الأميركي من الحصول عليها في اليوم الأول لزيارته السياسية في الشرق الأوسط. ستتسع القائمة الرائعة بالتأكيد في سياق الحدث. وصل ترامب، فنان الصفقات الكبرى، إلى الشرق الأوسط كي يجني المال ويترك الأثر. حتى الآن هو بالتأكيد ينجح في المهمتين. من ينظر إلى الجانب، مشاهد خارجي فقط، يتابع لكن لا يشارك، هو رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.
من المشكوك فيه أن يكون نتنياهو متفاجئاً بدور إسرائيل في هذه المسرحية اللامعة، مثلما فوجئ كثيرون هنا سلبا. بخلاف المتفاجئين، يعرف نتنياهو بأن ليست كل مصالح أميركا وإسرائيل متطابقة. لكنه لا يروي هذا للجمهور الغفير؛ فلماذا يحتاج ليمس بصورته كساحر لا ينهزم أمام الأميركيين؟ ولهذا فإن هذه الصراحة تفجرت في وجوه الكثيرين في الأيام الأخيرة.
الحقيقة تكون مؤلمة أحياناً. والحقيقة هي أن ترامب لم يهجرنا حقاً لسبب بسيط هو أنه لم يتمسك بنا أبدا. فمع أو بدون نتنياهو، لترامب مشاعر أساسية تجاه إسرائيل، وهذا لم يتغير. أما الموقف الشخصي من نتنياهو فهذه قصة أخرى. تغير هذا الموقف مقارنة بولاية ترامب الأولى، وقد تغير سلبا. لكن النقطة الأهم في فهم الصورة الشاملة هي أن ترامب مخلص أساسا لنفسه ولأعماله التجارية، وهذا بالضبط هو جوهر الرحلة إلى الخليج: أعمال تجارية. يؤمن ترامب إيمانا كاملا بأن ما هو خير لتجارته خير لتجارة أميركا. هكذا ببساطة. هذه العقيدة بكاملها، على ساق واحد.
يتكلم نتنياهو الإنجليزية الطليقة واللامعة، لكنه لا يتحدث مع ترامب بلغته، لغة التجارة. وعليه، هذا الأسبوع، على الأقل، كان رئيس وزراء إسرائيل غير ذي صلة بضيف الشرف لدى زعماء دولة الخليج. نتنياهو لا يمكنه أن ينافس زعماء السعودية، قطر أو الإمارات، في حجوم الصفقات بقيمة مليارات الدولارات. إسرائيل ليست هناك، ولا تبدأ بالاقتراب من المناطق ذات الصلة.
كما أن نتنياهو لا يساعد ترامب في مجال آخر، لا يرتبط بالمليارات، حيث لا يساعده في التقدم إلى جائزة نوبل للسلام. صحيح أن السلام الدراماتيكي لم يبدأ هنا في زمن زيارة الرئيس الأميركي، لكن ترامب لا يتوقف عندنا. ليس له ما يكسبه. لا توجد إيماءات طيبة مجانية، ونتنياهو غير مستعد ليعطيه مقابلا مساويا. لا يوجد شيء شخصي هنا، بل تجارة صرفة فقط.
هذا لا يعني أن الرئيس الأميركي انقلب لدرجة انه لا يلتقي رئيس وزراء إسرائيل، بل مستعد ليصالح شخصا آخر مثل الجولاني، زعيم سورية الجديد. يريد احمد الشرع أن يعرض على ترامب قدرة وصول إلى حقول النفط والغاز في سورية وامتيازات لبناء برج ترامب في دمشق. لهذا السبب، فإن المقابل بالتأكيد سيأتي. سيلتقي ترامب الجولاني بل سيرفع العقوبات عن سورية. ومثلما قال فإنه "يعطي فرصة" للشاب الفهيم.
دور نتنياهو بصفته مشاهدا لا يمكن أن يتغير. إذا جاءت صفقة مخطوفين قوية بما يكفي للاقتراب من هجوم تحقيق السلام المنشود فإننا سنرى ترامب ينثر الثناء على الصديق بيبي. ستكون الصفقة الجزئية مهمة جدا لنا قبل كل شيء. إذ إن كل مخطوف يعود إلى الديار هو عالم بكامله. حسب "مقياس ترامب" لم يكن هذا حدثا بحجم إنهاء القتل ووقف نار دائم بفضله يمكن لترامب أن يعرض نفسه كمن يحل السلام.
وعليه، في إسرائيل سيواصلون المتابعة عن كثب، والتركيز على التقديرات لسياق الطريق. في إطار العلاقات الأميركية مع دول الخليج فإن المال ليس مالا فقط. هذا دوما اكثر بكثير من ذلك. الارتباط التجاري معناه أيضا ارتباط شخصي وارتباط سياسي. كيف بالضبط سيعبر هذا عن نفسه؟ سنرى قريبا.
بقلم: آنا برسكي
عن "معاريف"








