في تصريح خاص/ الوزان لـ«180 تحقيقات» يوضح خلفيات وتبعات التصعيد

تدخل الاحتلال الإسرائيلي في السويداء: أهداف استراتيجية تحت غطاء الدعم للدروز

profile
  • clock 14 يوليو 2025, 7:45:27 م
  • eye 426
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الدكتور عبدالكريم الوزان

خاص – موقع "180 تحقيقات"

خلفية التصعيد في السويداء

تشهد محافظة السويداء جنوب سوريا توترات متصاعدة في الآونة الأخيرة، تزامنًا مع حراك شعبي ومواجهات مسلحة متقطعة، وسط تعقيد في المشهد السياسي والأمني. وفي خضم هذه التطورات، برز دور الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ يتدخل في هذه الساحة بحجة دعم الدروز، ما أثار تساؤلات واسعة حول الأهداف الحقيقية لهذا التدخل ومآلاته على الصعيدين الداخلي والإقليمي.

إسرائيل تستغل الملف الدرزي لتحقيق مكاسب جيوسياسية

في تصريحات خاصة لموقع "180 تحقيقات"، قال الدكتور عبدالكريم الوزان، الكاتب والمحلل السياسي العراقي، إن تدخل الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب الدروز في السويداء ليس بريئًا أو إنسانيًا، بل يُمثّل محاولة ممنهجة لاختراق النسيج السوري وزرع الفتن الداخلية.

وأضاف الوزان: "الاحتلال يسعى إلى سلخ السويداء عن الجسد السوري وتحويلها إلى نقطة انطلاق لتحقيق أهدافه الكبرى في المنطقة. وهذا التدخل ما هو إلا خطوة ضمن خطة أكبر ترمي إلى تفتيت سوريا وتفريغها من القوى التي تُعارض المشروع الصهيوني."

قواعد علنية وسرية: ترسيخ الوجود الإسرائيلي داخل سوريا

 

بحسب الوزان، فإن إسرائيل تسعى لأن يكون لها وجود معلن داخل الأراضي السورية، من خلال إنشاء قواعد عسكرية أو استخباراتية بحجة حماية الأقليات، بالإضافة إلى قواعدها السرية المنتشرة مسبقًا في مناطق مختلفة.

وتهدف هذه الخطوات إلى تقييد الدور الإقليمي لمحور المقاومة، خصوصًا حزب الله وإيران، وذلك عبر إحكام السيطرة على الجغرافيا السورية وخلق وقائع جديدة على الأرض.

وأوضح الوزان: "ما تفعله إسرائيل اليوم هو وضع العصا في عجلة سوريا، وتعطيل أي مسار يمكن أن يعيد لها قوتها ودورها، سواء في الداخل أو على مستوى محور المقاومة."

هل تمهّد السويداء لتسوية سلام محتملة مع إسرائيل؟

 

وفي سياق متصل، اعتبر الدكتور الوزان أن التطورات الأخيرة قد تكون مقدمة لتسوية سياسية بين سوريا وإسرائيل، مشيرًا إلى أن مثل هذه التسوية، إن تمت، ستُعدّ إنجازًا استراتيجيًا للاحتلال الإسرائيلي، ليس فقط لحماية أمنه، بل أيضًا لتكريس رؤيته لما يُعرف بـ"الشرق الأوسط الجديد".

وأشار إلى أن ذلك سيُسهم في محاصرة العراق من جهة الحدود، وتضييق الخناق على لبنان، بالإضافة إلى تقليص نفوذ إيران في المنطقة.

خطوة ضمن خارطة الشرق الأوسط الجديد

يرى المراقبون أن ما يحدث في السويداء قد يكون جزءًا من مشروع إعادة رسم خريطة النفوذ الإقليمي، حيث تستغل إسرائيل التصدعات الداخلية في الدول العربية لتعزيز وجودها وشرعنة تدخلها تحت ذرائع طائفية أو أمنية.

وهكذا، يُمكن القول إن التحركات الإسرائيلية في السويداء ليست منعزلة عن أهدافها البعيدة، بل تأتي في إطار سياسة توسعية تتقاطع فيها المصالح السياسية والأمنية والاستراتيجية.

التعليقات (0)