تحليل عبري: إسرائيل عند حافة الهاوية.. ورفض حماس نزع السلاح "واقعي"

profile
  • clock 6 أغسطس 2025, 2:15:48 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

حذّر الكاتب الإسرائيلي أفي كالو، في مقال نُشر اليوم بصحيفة يديعوت أحرونوت، من أن إسرائيل باتت تقف "عند حافة الهاوية"، على خلفية الفشل المستمر في التوصل إلى صفقة تبادل لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى حماس، محمّلًا الحكومة الإسرائيلية مسؤولية ما وصفه بـ"إهدار نافذة الفرصة" خلال الأشهر الأخيرة، بسبب اعتبارات سياسية وصفها بـ"غير العقلانية".

وقال كالو إن التقاعس عن استغلال الفرص المتاحة لتحرير الأسرى يكشف عن أزمة أخلاقية واستراتيجية، مؤكدًا أن الحرب الحالية "تحوّلت من عملية أمنية إلى حرب تستنزف إسرائيل ميدانيًا وسياسيًا ودوليًا".

نافذة الفرصة أُهدرت

واعتبر الكاتب أن الفرصة لتحرير الأسرى كانت قائمة بوضوح خلال الفترة الماضية، وكان بالإمكان استغلالها لإنهاء الحرب "التي تحصد أثمانًا باهظة في الميدان وعلى الساحة الدولية"، لكن تم تجاهلها بفعل دوافع "سياسية غير عقلانية"، في إشارة إلى طموحات تيارات في الحكومة الإسرائيلية تدفع نحو "استيطان غزة مجددًا".

وتابع: "كان يكفي أن يُعاد الأسرى وتنتهي الحرب، لكن الرؤية المعطوبة منعت ذلك"، محذرًا من أن الأسرى "يذبلون ببطء، حرفيًا ومجازًا"، في إشارة إلى تدهور أوضاعهم الإنسانية.

تصريحات حماس ليست مفاجئة

ورأى كالو أن إعلان حركة حماس الأخير، الرافض إدراج نزع السلاح ضمن صفقة الأسرى، لا يحمل أي مفاجأة، بل يعكس تقديرات واقعية أكثر من تلك التي تسود أروقة البيت الأبيض أو مكتب نتنياهو.

وأشار إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، لا يزال يتعامل مع المفاوضات "بعقلية غربية غير مناسبة"، وهو ما يُعيق التقدم، مؤكدًا أن الأزمة الإنسانية في غزة تصب في صالح حماس وتدعم موقفها التفاوضي.

فشل متكرر في إدارة التفاوض وفقدان الدعم الدولي

وأضاف الكاتب أن انهيار المسار التفاوضي جاء نتيجة "إدارة مهزوزة ومشحونة من الحكومة"، التي طرحت شروطًا غير واقعية مثل نفي قيادة حماس ونزع سلاحها، فضلًا عن تراجع الدعم الأمريكي والإقليمي.

وأوضح أن هذا الانهيار يُجسّد "مزيجًا مأساويًا من الفشل التفاوضي، وتصلّب المواقف، واختفاء الإشارات الإيجابية"، مؤكدًا أن الحكومة الإسرائيلية تدفع البلاد نحو المجهول.

دعوة إلى المؤسسة العسكرية لكسر الصمت

في موقف لافت، طالب كالو قادة المؤسسة الأمنية والعسكرية، وعلى رأسهم رئيس الأركان ورؤساء الأجهزة الاستخباراتية ومدير ملف الأسرى في الجيش، باتخاذ "موقف واضح ومستقل عن الأوهام السياسية"، وفصل ملف الأسرى عن "الهلوسات الأيديولوجية"، حتى لو اقتضى ذلك اصطدامًا مباشرًا مع القيادة السياسية.

وأشار إلى أن الجيش سبق أن خاض هذا المسار في ملفات مشابهة، مثل صفقة تحرير رفات الجنود من حرب لبنان وصفقة جلعاد شاليط، حين كان الوضع الصحي للأخير حاسمًا في تسريع القرارات.

وصمة عار وطنية

وختم الكاتب مقاله بتحذير بالغ اللهجة، قائلاً إن "عدم استعادة الأسرى وهم أحياء سيُسجَّل في ذاكرة الدولة كوصمة عار"، وسيُضعف من الأسس الأخلاقية التي بُنيت عليها الصهيونية.

وأضاف أن "العقد الأخلاقي بين الدولة ومواطنيها سيتلاشى"، ما لم تتحرك الدولة فورًا لاستعادة الأسرى – سواء الأحياء أو الشهداء – دون مزيد من التأخير.

وأكد أن "الضوء لا يزال يتسرّب من الشقوق"، وأن الفرصة، رغم ضيقها، لم تذهب تمامًا، لكنه اختتم بتحذير: "الكثير على المحك… والنفوس تئن".

التعليقات (0)