تاريخ طويل للمهام الاستراتيجية من وايتمان

تحرك قاذفات "B-2 الشبحية" نحو غوام.. رسالة أمريكية واضحة في ظل تصاعد التوتر مع إيران

profile
  • clock 21 يونيو 2025, 2:28:13 م
  • eye 414
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
قاذفات "B-2 الشبحية

محمد خميس

في خطوة لافتة وسط التصعيد المتزايد في الشرق الأوسط، أكد متابعو حركة الطيران العسكري إقلاع قاذفتين أمريكيتين من طراز B-2 "سبيريت" الشبحية من قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميزوري، فجر السبت، متجهتين إلى قاعدة أندرسن الجوية في جزيرة غوام بالمحيط الهادئ، وذلك وسط تكهنات بشأن تدخل أمريكي محتمل في النزاع بين إسرائيل وإيران.

مرافقة جوية وتنسيق واسع عبر المحيط الهادئ

وبحسب موقع The Aviationist المتخصص في شؤون الطيران العسكري، رافقت القاذفتين طائرات تزود بالوقود من طراز KC-135 "ستراتوتانكر" وKC-46 "بيغاسوس"، التي انطلقت من عدة مواقع أمريكية لتأمين الرحلة الطويلة عبر المحيط الهادئ، في تحرك يعكس تنسيقًا عملياتيًا عالي المستوى.

قاذفات "B-2" والقنابل الخارقة للتحصينات

تُعد قاذفة B-2 "سبيريت" من أندر وأقوى القاذفات الاستراتيجية في العالم، وتتميّز بقدرتها الفريدة على تنفيذ مهام دقيقة وعميقة خلف خطوط الدفاع، مع إمكانية حمل القنبلة الخارقة للتحصينات GBU-57، المعروفة بـ"مخترقة الجبال"، والتي تعتبر السلاح الأمثل لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية المحصنة بشدة.

ورغم أن وجهة القاذفتين المعلنة هي قاعدة غوام، إلا أن مراقبين يرجحون أن تكون محطة مؤقتة تمهيدًا لنقلهما لاحقًا إلى قاعدة دييغو غارسيا، التي توفر خط طيران مباشر إلى إيران عبر المحيط الهندي دون الحاجة لاختراق أجواء دول إقليمية.

تاريخ طويل للمهام الاستراتيجية من وايتمان

ليست هذه المرة الأولى التي تُنفذ فيها قاذفات B-2 مهامًا بعيدة المدى؛ ففي عام 2001، نفذت القاذفات مهمة امتدت 44 ساعة من وايتمان إلى أفغانستان، تخللها تزود جوي متكرر بالوقود، قبل أن تهبط في دييغو غارسيا بعد تنفيذ الضربات.

ومع تطور وسائل التتبع المفتوحة على الإنترنت، أصبحت سرية هذه التحركات أكثر صعوبة، رغم الجهود الأمريكية للحفاظ على الغموض العملياتي.

تعزيزات عسكرية أمريكية بالمنطقة: حاملة نيميتز تدخل الخدمة للمرة الأخيرة

بالتوازي مع تحرك القاذفات، أعلنت واشنطن نشر مجموعة حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" في الشرق الأوسط، لتنضم إلى "يو إس إس كارل فينسون"، ضمن جهود الردع البحري المتقدمة.

ورغم أن "نيميتز" تفتقر إلى طائرات الشبح F-35C، إلا أنها تحمل تشكيلات قوية من مقاتلات "F/A-18 سوبر هورنت"، إلى جانب طائرات الحرب الإلكترونية "EA-18G غراولر"، التي تلعب دورًا محوريًا في تعطيل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، عبر أنظمة تشويش وصواريخ مضادة للرادار.

حاملة "جيرالد فورد" على أهبة الاستعداد.. ومؤشرات على تصعيد وشيك

في مؤشر على اتساع الاستعدادات، تتهيأ حاملة الطائرات الأحدث "يو إس إس جيرالد فورد" لمغادرة الساحل الشرقي الأمريكي باتجاه أوروبا، وسط توقعات بتحركها شرقًا لدعم حاملتي نيميتز وفنسون، في حال تطورت الأوضاع العسكرية ضد إيران.

رسالة ردع استراتيجية لطهران

تأتي هذه التحركات ضمن استراتيجية ردع أمريكية واضحة تجاه إيران، وإظهار جاهزية الرد العسكري السريع والحاسم إذا ما اندلعت مواجهة إقليمية مفتوحة، خصوصًا مع تنامي الضغوط الإسرائيلية لجر الولايات المتحدة نحو تنفيذ ضربات دقيقة ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وبينما تواصل واشنطن رسميًا تبني موقف "عدم التدخل المباشر"، فإن هذه التعزيزات العسكرية توحي بأنها تستعد لكافة السيناريوهات المحتملة، في منطقة تُعد من أكثر بقاع العالم هشاشة واستقطابًا في المرحلة الحالية.

التعليقات (0)