السيناريوهات المحتملة

تحركات مصر في شمال سيناء وتحذيرات “مركبات جدعون 2”: قراءة تحليلية لعبدالرزاق الدليمي

profile
  • clock 28 أغسطس 2025, 2:09:53 م
  • eye 418
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
عبدالرزاق الدليمي

خاص موقع 180 تحقيقات

قال السياسي العراقي والأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، أستاذ الإعلام والدعاية الدولية، في حديثه لموقع "180 تحقيقات"، إن تحرك مصر بإرسال تعزيزات عسكرية إلى شمال سيناء استعدادًا لما يُسمى “مركبات جدعون 2” يكشف عن تصعيد إقليمي محتمل وتبدّل في أولويات القاهرة الأمنية. واعتبر الدليمي أن المشهد يمكن قراءته من عدة زوايا:

البعد الأمني المصري

تعتبر سيناء منطقة حساسة تاريخيًا، حيث شهد شمالها تمردات وهجمات متطرفة منذ عام 2011. وقال الدليمي إن مصر تحرص على منع أي فوضى قد تستغلها جماعات مسلحة.

كما أشار إلى أن القاهرة تخشى من موجات نزوح فلسطيني نتيجة أي تحرك عسكري إسرائيلي محتمل تجاه غزة، خاصة إذا تضمن تهجير السكان إلى سيناء. وتعتبر هذه القضية خط أحمر استراتيجيًا لمصر.

وأشار إلى أن التعزيزات العسكرية المصرية في رفح تشكل رسالة ردع واضحة، تؤكد أن الحدود المصرية “غير قابلة للاختراق” بالقوة.

كما أشار الدليمي إلى احتمالية وجود تنسيق استخباري جزئي بين مصر وإسرائيل، مع الحفاظ على سيادة مصر الكاملة على سيناء، وعدم السماح لأي اتهام بالتراخي أو المشاركة في عمليات الاحتلال.

دلالات “مركبات جدعون 2”

أكد الدليمي أن اسم “مركبات جدعون 2” يعكس خطة عسكرية إسرائيلية هجومية محتملة على غزة، وربما تتضمن مرحلة ثانية من الحرب أو سيناريو لتفريغ مناطق حدودية.

وأشار إلى أن إسرائيل تسعى لاستثمار الضغط العسكري لكسر المقاومة في غزة، وهو ما قد يخلق موجات نزوح باتجاه الحدود المصرية. ولهذا، تتحسب القاهرة لهذه المخاطر بعناية شديدة، وتضع خطوطها الحمراء الأمنية والاستراتيجية.

البعد السياسي الإقليمي

أوضح الدليمي أن مصر ترفض علنًا أي مشروع تهجير للفلسطينيين، لكنها تدرك أن إسرائيل قد تحاول فرض أمر واقع على الأرض.

وأشار إلى أن التحركات المصرية رسالة موجهة إلى واشنطن وتل أبيب، مفادها أن أي مساس بالحدود المصرية سيؤدي إلى مواجهة، ولو سياسية.

وأضاف أن القاهرة قد تستخدم الورقة العسكرية للضغط الدبلوماسي، وإعادة تثبيت دورها كـ وسيط إقليمي رئيسي في الملف الفلسطيني–الإسرائيلي.

الانعكاسات المحتملة

يرى الدليمي أن زيادة التعزيزات المصرية في سيناء قد تؤدي إلى عدة تداعيات:

عسكرة سيناء بشكل أكبر، ما قد يؤدي إلى توتر أمني إذا شعر السكان المحليون بالتهميش.

توتر مصري–إسرائيلي محتمل، رغم التنسيق الأمني القائم، حيث قد يثير وجود قوات ضخمة حذر تل أبيب.

تغيير قواعد اللعبة الإقليمية، إذ تُظهر مصر لأول مرة منذ اتفاقية كامب ديفيد استعدادها لتحريك قوات ثقيلة قرب الحدود دون ضوء أخضر إسرائيلي كامل.

رسالة للفصائل الفلسطينية، مفادها أن مصر تراقب المشهد بدقة ولن تسمح بتحويل سيناء إلى ساحة بديلة للصراع.

السيناريوهات المحتملة

أوضح الدليمي أن المشهد يعكس لحظة إقليمية حرجة، حيث قد تصعّد إسرائيل الحرب على غزة أو تمهّد لتهجير قسري للسكان.

وأشار إلى أن رد مصر يظهر جاهزية عسكرية وأمنية عالية، ويؤكد أن القاهرة لن تتهاون في الدفاع عن حدودها وخطوطها الحمراء الاستراتيجية.

وأكد أن هذا التصعيد يجعل سيناء مسرحًا حساسًا، ويعيد التذكير بأن الأزمة الفلسطينية–الإسرائيلية قد تتحول إلى ملف حدودي دولي إذا لم يتم ضبطها من قبل الأطراف المعنية.

مصر تعزز قواتها في شمال سيناء: رسالة ردع وتحذير لإسرائيل

عزز الجيش المصري وجوده العسكري في شمال سيناء بعشرات الآلاف من الجنود وآلاف الآليات الثقيلة، في رسالة واضحة لكل من يشكك في قدرة القاهرة على حماية حدودها. 

ويأتي هذا الانتشار في ظل مخاوف متزايدة من أن تتحول العملية الإسرائيلية في غزة إلى تهجير الفلسطينيين نحو الأراضي المصرية، وهو ما تعتبره مصر خطًا أحمر استراتيجيًا.

الجيش المصري: جاهزية واستعداد كامل

أكد وزير الدفاع المصري أن الجاهزية العسكرية ليست مجرد رفع معنويات، بل هي استعداد حقيقي لمواجهة أي تطورات ميدانية.

وأشار المحافظ السابق لشمال سيناء إلى أن: "أي محاولة للمساس بالحدود المصرية – حتى مجرد التفكير بها – ستفاجئ العالم بما لدى مصر وما لا يعرفه عن قدراتها".

كامب ديفيد على المحك

تواجه اتفاقية كامب ديفيد، التي تنظم آليات القوات في سيناء، اليوم اختبارًا جديدًا، مصر تؤكد أن الانتشار العسكري مشروع ضمن صلاحياتها، بينما إسرائيل تحترم السيادة المصرية لكنها تستمر في فرض وقائع جديدة على الأرض، بما فيها السيطرة على محاور استراتيجية في غزة.

ويشارك الولايات المتحدة كضامن رئيسي للاتفاقية في مناورات مثل "النجم الساطع 25"، ما يعزز القدرات المصرية ويعيد التأكيد على دور واشنطن في حماية استقرار سيناء ومنع أي خرق محتمل للاتفاقات.

التنسيق والخلاف الاستراتيجي

المعادلة الحالية دقيقة: مصر تُظهر قوة ردع واضحة وتضع خطوطًا حمراء، بينما إسرائيل تحاول الطمأنة عبر الخطاب الرسمي، لكنها تمارس إجراءات ميدانية تثير الشكوك.

ويؤكد غطاس: "أي مساس بالحدود سيُقابل برد غير متوقع"، بينما يشير لافي إلى أن "التنسيق الأمني متين ولا توجد نية لتغيير الوضع على الحدود".

هذا التباين بين الخطاب والواقع يشكل اختبارًا حقيقيًا لاتفاقية السلام، ويضع المنطقة أمام تحديات غير مسبوقة.

القوة المصرية والردع الاستراتيجي

تعتبر سيناء اليوم ساحة اختبار لقدرة الاتفاقيات على الصمود. القاهرة ترسل رسالة واضحة: سيناء خط أحمر، وأي تهجير فلسطيني لن يمر.

ويصبح الجيش المصري عنصر ردع استراتيجي رئيسي، بينما يمثل الخطاب الإسرائيلي الرسمي محاولة لتجنب مواجهة مباشرة، لكن الواقع على الأرض يشير إلى أن أي خطوة غير محسوبة قد تؤدي إلى أزمة جديدة تهدد استقرار المنطقة.

التعليقات (0)