تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعلن مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، محمد أبو سلمية، يوم الخميس، عن انتشار فيروس جديد بين سكان القطاع، في وقت تعاني فيه المنظومة الصحية من نقص شديد في أدوات الفحص والتشخيص.

وأكد أبو سلمية أن هذا الفيروس يشكل تهديدًا صحياً كبيرًا، خاصة مع استمرار تدهور الوضع الصحي نتيجة الحصار والحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023.

أعراض الفيروس الجديد

أوضح مدير المجمع الطبي أن أعراض الفيروس تشمل ارتفاع في درجة حرارة الجسم و آلام في المفاصل و سيلان الأنف وسعال مستمر و نوبات من الإسهال قد تستمر لأكثر من أسبوع.

وأشار إلى أن هذه الأعراض تجعل الفيروس خطيرًا بشكل خاص على الأطفال وكبار السن، الذين يعانون من ضعف المناعة الناتج عن سوء التغذية والحصار.

أسباب انتشار الفيروس في غزة

أفاد أبو سلمية أن انتشار الفيروس مرتبط بعدة عوامل مؤثرة، أهمها ضعف المناعة نتيجة نقص الغذاء وانعدام التنوع الغذائي و شح المياه النظيفة وصعوبة الحصول على مياه صالحة للشرب و انعدام مواد التنظيف والتعقيم الأساسية في المستشفيات والمراكز الصحية و الاكتظاظ داخل الخيام ومراكز الإيواء نتيجة النزوح القسري.

وأضاف أن هذه الظروف تجعل القطاع أرضًا خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة، ما يزيد من صعوبة السيطرة على الوضع الصحي.

الضغط على المنظومة الصحية المنهكة

أكد أبو سلمية أن انتشار الفيروس الجديد يفاقم الضغط على المستشفيات والمراكز الصحية المنهكة أصلاً بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل.

وأشار إلى أن نقص المعدات الطبية والأدوية يجعل الطاقم الطبي عاجزًا عن التعامل مع الحالات بشكل فعال، ما قد يؤدي إلى كارثة صحية وشيكة في ظل استمرار الظروف الحالية.

وأشار إلى أن المستشفيات تعمل بأقصى طاقتها لكنها تواجه أزمات متعددة من بينها نقص الأسرة والأدوية وأدوات الفحص، مما يهدد حياة آلاف السكان في القطاع.

تداعيات الحرب المستمرة على الصحة العامة

منذ 7 أكتوبر 2023، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم مباشر من الولايات المتحدة ودول غربية، تنفيذ هجوم مدمّر على غزة.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن هذه الحرب أسفرت حتى الآن عن استشهاد وإصابة نحو 221 ألف فلسطيني، ما زاد من الضغط على المستشفيات وأدى إلى تدهور الوضع الصحي بشكل غير مسبوق.

وبينما يواجه القطاع نقصًا حادًا في المواد الغذائية والمياه النظيفة، يضيف الفيروس الجديد تهديدًا مزدوجًا للصحة العامة، حيث يلتقي تأثير الحصار العسكري مع انتشار الأمراض المعدية.

دعوة عاجلة للمجتمع الدولي

حذر مدير مجمع الشفاء من كارثة صحية وشيكة إذا استمر الوضع على حاله، داعيًا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لتوفير أدوات فحص وتشخيص الفيروسات و أدوية وعلاجات أساسية للمرضى و دعم مائي وغذائي للمناطق المتضررة و معدات الوقاية والتعقيم للمراكز الصحية.

وشدد أبو سلمية على أن التأخير في الاستجابة قد يؤدي إلى انتشار واسع للفيروس، مع ارتفاع أعداد الحالات الحرجة والإصابات الخطيرة بين السكان، خصوصًا الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل.

فيروس جديد في غزة يمثل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة، ويأتي في وقت يعاني فيه القطاع من حصار شديد ونقص في المواد الأساسية والمعدات الطبية.

وتؤكد التقارير الطبية أن الوضع الحالي يعكس مزيجًا خطيرًا من العدوان العسكري، الحصار الاقتصادي، ونقص الموارد الصحية، مما يجعل السيطرة على انتشار الأمراض أمرًا صعبًا للغاية.

إن التعاون الدولي العاجل وتوفير الموارد اللازمة يمكن أن يساهم في منع كارثة صحية كبيرة في غزة، وحماية آلاف المدنيين من انتشار الفيروس الجديد وتدهور حالتهم الصحية.