طفولة تُغتال بصاروخ

جوري.. الصغيرة التي احتضنها والدها حتى بعد رحيلها خوفاً من البرد

profile
  • clock 28 أغسطس 2025, 8:02:03 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الطفلة جوري

متابعة: شيماء مصطفى

لم تكن الطفلة جوري لافي، ابنة الأعوام الأربعة، تعرف أن لحظة الخوف التي دفعتها لاحتماء والدها في بيتهم بخان يونس ستكون الأخيرة في حياتها.

بصاروخ غادر أطلقه الاحتلال الإسرائيلي، انطفأت ضحكتها البريئة التي كانت تملأ أرجاء البيت، وتحولت إلى خبرٍ حزين يضاف إلى آلاف القصص التي يرويها سكان غزة عن أطفالٍ لم يكتمل عمر براءتهم.

حضن أبوي يرفض الفراق

أبٌ مكلوم رفض أن يُدخل جوري إلى ثلاجة الموتى، فأصرّ أن يظلّ جسدها الصغير ملفوفًا بالكفن في حضنه طوال الليل.

"خفت عليها من البرد، وهي التي منحتني دفء الأبوة"، هكذا همس والدها المكلوم، في مشهد يوجع القلب ويجسد عمق المأساة الإنسانية التي يعيشها أهل غزة.

رثاء الغزيين لطفلة الأحلام

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في غزة صورة جوري وكلمات وداعٍ مؤثرة، فقال أحدهم: "لم تكن جوري ضحكة أبيها فقط، بل كلُّ من عرفها بحروفها البريئة أحبها".

أصبحت الطفلة رمزًا آخر يُضاف إلى قائمة طويلة من الشهداء الصغار الذين لم يمنحهم الاحتلال فرصة للحياة أو للعب، تاركين خلفهم قلوبًا مثقلة بالحزن وذكريات لا تُنسى.

أطفال غزة في مرمى العدوان

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، يعيش القطاع تحت حرب إبادة جماعية وصفتها الأمم المتحدة بأنها "غير مسبوقة في العصر الحديث".

وقد بلغ عدد الشهداء أكثر من 62 ألف شهيد، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، فيما تُظهر الإحصاءات أن كل ساعة في غزة تُزهق فيها أرواح صغيرة لم تكتمل أحلامها.

جوري ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة ما دام القصف مستمرًا، لكن قصتها تعكس كيف يقتل الاحتلال الأبوة والأمومة معًا حين ينتزع من أحضان الوالدين فلذات أكبادهم.

التعليقات (0)