تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

حذر فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، من أن إسرائيل تتخذ من توزيع المساعدات الإنسانية "أسلوباً مميتاً"، أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا والجرحى من المدنيين الذين حاولوا الحصول على الغذاء. ووصف هذا النهج بأنه "مصيدة فظيعة" للأبرياء، داعياً إلى السماح الفوري بدخول المساعدات دون قيود.

المدنيون بين فكي الجوع والنار

وأوضح فرحان حق أن "عدداً كبيراً من المدنيين قضوا أثناء سعيهم للحصول على بعض الطعام"، مشدداً على القلق البالغ من "ملاحقة وقتل المدنيين العزل من طالبي المساعدات". وأشار إلى أن ما يدخل إلى قطاع غزة من مساعدات لا يغطي سوى أقل من نصف الاحتياجات الضرورية للسكان، في ظل سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على جميع المعابر ونقاط التفتيش، مما يعقد عملية الإغاثة ويطيل أمدها.

تصريحات سموتريتش تثير غضباً دولياً

في السياق ذاته، أثارت تصريحات وزير المالية في حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، موجة غضب دولية واسعة، بعد دعوته إلى تشديد الحصار على غزة وفرض خيارين على حركة حماس: "إما الحرب أو الاستسلام". الوزير الإسرائيلي لم يكتف بذلك، بل دعا إلى قطع المياه والكهرباء والمواد الغذائية عن سكان القطاع، قائلاً: "من لا يموت بالرصاص سيموت جوعاً"، في تصريح وصفته عدة دول ووسائل إعلام بأنه "غير مقبول" ويمثل "خرقاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني".

دعوات للمحاسبة ووقف العدوان

منظمات حقوقية اعتبرت أن تصريحات سموتريتش تمثل اعترافاً صريحاً باستخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين، ما يشكل جريمة حرب تستوجب المحاسبة أمام المحكمة الجنائية الدولية. وأكدت أن ما يجري في غزة ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل عدوان ممنهج ينفذه الكيان الصهيوني بحق شعب أعزل، وسط صمت دولي مريب وتواطؤ بعض الأطراف.

الأمم المتحدة: الوضع لا يحتمل التأجيل

وفي ختام تصريحاته، شدد فرحان حق على ضرورة العودة إلى شبكة توزيع المساعدات التي كانت تديرها الأمم المتحدة، لضمان وصول الإمدادات بشكل منتظم وآمن إلى السكان المحتاجين. وأضاف: "ما نحتاجه هو إجراءات فورية، لأن الوضع لا يحتمل التأجيل، والعدوان المستمر يهدد حياة الملايين في غزة".