بسبب صاروخ يمني: صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب وإغلاق مطار بن غوريون مؤقتًا

profile
  • clock 3 سبتمبر 2025, 10:14:33 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

شهدت إسرائيل، الأربعاء، تطورًا أمنيًا لافتًا بعد أن أعلنت سلطاتها إغلاق المجال الجوي في منطقة مطار بن غوريون وسط تل أبيب بشكل مؤقت، عقب رصد إطلاق صاروخ من اليمن. وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن القرار جاء في وقت سُمع فيه دوي صفارات الإنذار في مناطق واسعة من "غوش دان" الكبرى التي تضم تل أبيب، وكذلك في القدس الغربية، ما أثار حالة من الذعر بين السكان وأوقف حركة الملاحة الجوية بشكل مؤقت.

القناة الإسرائيلية "12" أشارت إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تُطلق فيها صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس منذ عملية الاغتيال الإسرائيلية التي استهدفت، الأسبوع الماضي، رئيس حكومة جماعة "أنصار الله" أحمد غالب الرهوي وعددًا من وزرائه بقصف جوي مباشر على العاصمة اليمنية صنعاء، وهو ما فتح بابًا واسعًا أمام ردود عسكرية متصاعدة من الجماعة اليمنية على العمق الإسرائيلي.

اعتراض صاروخ جديد

جيش الاحتلال الإسرائيلي أصدر بيانًا مقتضبًا أكد فيه أن الدفاعات الجوية اعترضت الصاروخ الذي أُطلق من اليمن بعد دقائق من إطلاق صفارات الإنذار في عدد من المناطق. وأشار إلى أن التعامل السريع مع التهديد حال دون وقوع إصابات أو خسائر، لكن الحدث في ذاته اعتُبر تحولًا نوعيًا، خصوصًا أنه تزامن مع استمرار الجماعة في توسيع رقعة استهدافها داخل الأراضي المحتلة.

وكانت إسرائيل قد أعلنت خلال الأيام القليلة الماضية اعتراض طائرتين مسيرتين انطلقتا من اليمن على مدار يومين متتالين، وهو ما يعكس إصرار جماعة "أنصار الله" على إدامة هجماتها رغم فارق القدرات العسكرية. ووفق مصادر عبرية، فإن الدفاعات الجوية الإسرائيلية باتت في حالة استنفار دائم تحسبًا لمزيد من الهجمات، وسط قلق من نجاح إحداها في تجاوز أنظمة الاعتراض.

هجمات متزامنة

جماعة "أنصار الله" أكدت، الثلاثاء، أنها نفذت أربع عمليات عسكرية متزامنة استهدفت مواقع إسرائيلية حساسة، من بينها مبنى هيئة الأركان في تل أبيب، ومطار بن غوريون، ومحطة كهرباء في الخضيرة شمال البلاد، إضافة إلى ميناء أسدود جنوبًا. وأكدت أن هذه العمليات تأتي ردًا مباشرًا على استمرار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة بدعم أمريكي مباشر، مشددة على أن المعركة مفتوحة ولن تتوقف.

ويوم السبت، كانت الجماعة قد أعلنت رسميًا اغتيال رئيس حكومتها أحمد غالب الرهوي وعدد من الوزراء جراء القصف الإسرائيلي العنيف الذي استهدف صنعاء يوم الخميس الماضي. هذا الاغتيال دفع الحركة إلى تصعيد عملياتها بشكل واضح، معتبرة أن الرد على قتل قياداتها سيكون عبر ضرب مواقع إسرائيلية أكثر حساسية لإرباك الحكومة والجيش.

سياق الحرب على غزة

تصعيد الهجمات اليمنية ضد إسرائيل يأتي في ظل استمرار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023. ووفق أحدث الإحصائيات، فقد أسفرت هذه الحرب عن سقوط أكثر من 63 ألفًا و633 شهيدًا و160 ألفًا و914 مصابًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 9 آلاف مفقود ما زالوا تحت الأنقاض، فضلًا عن نزوح مئات الآلاف في ظروف إنسانية بالغة القسوة. كما تسبب الحصار الإسرائيلي ودمار البنية التحتية في أزمة مجاعة أودت بحياة 367 فلسطينيًا بينهم 131 طفلًا، في مشهد يصفه مراقبون بأنه الأخطر في تاريخ المنطقة الحديث.

هذه الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي علني، دفعت جماعة "أنصار الله" ومعها قوى إقليمية أخرى إلى اعتبار المواجهة مع تل أبيب جزءًا من معركة أوسع ضد الإبادة والتواطؤ الدولي، وهو ما ينذر بأن التوترات لن تبقى محصورة داخل حدود غزة، بل ستواصل التمدد في الإقليم بأكمله.

التعليقات (0)