-
℃ 11 تركيا
-
17 يونيو 2025
اليونان تدعو لإنهاء "الكابوس" في غزة.. وتحذّر من تصاعد النزاعات العالمية
العالم عند مفترق طرق
اليونان تدعو لإنهاء "الكابوس" في غزة.. وتحذّر من تصاعد النزاعات العالمية
-
20 مايو 2025, 10:28:41 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: شيماء مصطفى
يرى وزير الخارجية اليوناني أن العالم يمر بأكثر الفترات اضطرابًا منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى مفترق طرق حاسم يواجه الديمقراطية، ومؤكدًا أن أوروبا تمر بـ "أزمة هوية سياسية".
وفي مقابلة موسعة مع وكالة "أسوشيتد برس"، تناول وزير الخارجية، يورغوس غيرابيتريتيس، اثنين من أبرز الصراعات العالمية، حيث دعا إلى إنهاء "الكابوس" وسفك الدماء المتصاعد في غزة، مؤكدًا دعم اليونان لأوكرانيا. كما أشار إلى أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب "ليست خبرًا سارًا".
فيما يلي أبرز النقاط التي تناولتها المقابلة يوم الإثنين:
أزمة الديمقراطية المرتبطة بعدم المساواة
قال غيرابيتريتيس، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة هذا الشهر، إن الفجوات المتزايدة بين الدول وبين الأفراد باتت تهدد "جوهر الديمقراطية وسيادة القانون". وأوضح أن نتيجة ذلك هي أننا "دخلنا عصرًا تحكم فيه الشعبوية والديماغوجية الدولة فعليًا".
وأشار الوزير اليوناني إلى أن هذا الاضطراب العالمي ناتج أيضًا عن التطور التكنولوجي وزيادة حركة الناس حول العالم، مما يجعل كل تحدٍ — من الأوبئة إلى التغير المناخي والهجرة — شأنًا عالميًا. كما أن هذه الاضطرابات تعكس أيضًا أزمة في التعاون الدولي وفقدان الثقة في المؤسسات العالمية، التي فشلت في مواجهة التحديات خلال السنوات الأخيرة.
ورغم ذلك، أعرب غيرابيتريتيس عن إيمان بلاده بأن "الديمقراطية تمتلك آلية تصحيح ذاتية"، وشدد على أهمية القيادة القوية في الدول الكبرى والمؤسسات الدولية في هذه المرحلة الحرجة من أجل "جعل الناس يؤمنون بالهدف النبيل المتمثل في التعايش بسلام وازدهار".
أوروبا والبحث عن الصمود في ظل الحرب في أوكرانيا
رأى الوزير اليوناني أن شرط الإجماع في اتخاذ قرارات الاتحاد الأوروبي — حيث تملك كل دولة حق النقض (الفيتو) — أصبح عائقًا أمام التقدم. لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الفيتو يعكس المصالح الوطنية، التي يجب أن تبقى جوهر السياسة الأوروبية.
وقال غيرابيتريتيس إن أوروبا تمر حاليًا بـ "أزمة هوية سياسية".
وأضاف: "يبدو أننا ننسى أحيانًا ما هي العناصر الأساسية التي جمعتنا كأوروبيين، ونعاني من بعض الانقسامات والصراعات". وأردف قائلاً: "نحن نعيش الآن أعراض ما بعد الصدمة نتيجة الحرب في أوكرانيا، وأعتقد أن على أوروبا أن تجد مجددًا صمودها وهويتها".
وأكد أن دعم اليونان لأوكرانيا ينبع من التزامها بسيادة القانون، وبدعمها لسيادة الدول وسلامة أراضيها.
وفيما يتعلق بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على روسيا عقب غزوها لأوكرانيا في فبراير 2022، قال غيرابيتريتيس إن هذه العقوبات كانت ناجحة جزئيًا فقط، حيث وجدت موسكو طرقًا للالتفاف عليها، مضيفًا أن العقوبات الاقتصادية لم تُشكّل بعد "نقطة تحول نحو السلام".
علاقات متوازنة مع إسرائيل والفلسطينيين
قال غيرابيتريتيس إن بلاده تدعم حل الدولتين، وقد ناقشته بشكل موسع مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، إلى جانب موضوع إعادة إعمار غزة، معتبرًا أن اليونان تلعب دور "وسيط نزيه".
وأضاف: "نرغب في أن نكون طرفًا فاعلًا، لكن بصراحة تامة، المسألة لا تتعلق بمن يتوسط، بل بضرورة وقف هذا الكابوس".
وأشار إلى أن قتل حركة حماس لـ1,200 شخص وأخذها رهائن من إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 كان "غير إنساني إطلاقًا". وأضاف: "كما أنني لا أستطيع احتمال ما يحدث حاليًا في الشرق الأوسط"، في إشارة إلى مقتل أكثر من 53,000 فلسطيني في غزة — معظمهم من النساء والأطفال — بحسب وزارة الصحة هناك، التي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين في إحصاءاتها.
ومن المقرر أن يترأس غيرابيتريتيس اجتماعًا لمجلس الأمن يوم الخميس لمناقشة حماية المدنيين في مناطق النزاع، حيث دعا إلى تقديم مساعدات إنسانية ضخمة لغزة والتوصل إلى وقف سريع لإطلاق النار.
وكانت أولى شحنات المساعدات قد دخلت غزة هذا الأسبوع بعد حصار إسرائيلي استمر قرابة ثلاثة أشهر، شمل الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية. وتقول إسرائيل إنها ستطلق نظام توزيع جديد لضمان عدم وصول المساعدات إلى حماس، التي — بحسب تل أبيب — تستخدم هذه الموارد لتعزيز سلطتها في غزة.
السعي إلى تسوية بشأن الرسوم الجمركية الأميركية
أكد غيرابيتريتيس أن العلاقات الأميركية – اليونانية في حالة تطور، مشيرًا إلى استثمارات شركات مثل أمازون، وغوغل، وفايزر، خاصة في مجال الطاقة.
وفيما يخص الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، أوضح الوزير أنها لم تؤثر بشكل كبير على بلاده، "لأننا لسنا منخرطين بشكل كبير في ذلك النوع من التجارة الثنائية".
لكن اليونان تدعم التجارة الحرة، وأشار إلى أن "الرسوم الجمركية ليست أنباءً سارة... لكننا نؤمن بضرورة وجود صيغة تعايش" — مستخدمًا عبارة "modus vivendi" اللاتينية، التي تعني غالبًا، في سياق العلاقات الدولية، "تسوية وسط" أو "نمطًا للتعايش" بين أطراف مختلفة.
وكان ترامب قد فرض رسومًا جمركية بنسبة 20% على الواردات من الاتحاد الأوروبي ضمن سلسلة إجراءات مشابهة ضد شركاء تجاريين، لكنه علق تنفيذها لاحقًا لإتاحة فرصة للتفاوض بشأن هواجس واشنطن التجارية. والدول التي شملها التجميد تواجه الآن تعرفة أساسية بنسبة 10% بموجب سياسات ترامب.










