تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة، في عدوانها الذي دخل يومه الـ613، و85 يومًا منذ استئنافه بعد تنصّل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق النار. ويأتي ذلك بدعم عسكري وسياسي أمريكي، وفي ظل صمت دولي مطبق وخذلان غير مسبوق للمجتمع الدولي.

تصعيد جديد وغارات مكثفة تطال النازحين

وفي أحدث التطورات، استشهد ما لا يقل عن 78 مواطنًا منذ فجر اليوم الاثنين، نتيجة سلسلة من الغارات الجوية التي شنتها طائرات الاحتلال في مختلف أنحاء القطاع، بينما أصيب العشرات بجروح متفاوتة، بعضها خطيرة. وشملت الهجمات خيام نازحين، ومراكز توزيع مساعدات، ومناطق سكنية مأهولة، في مشهد يؤكد استهداف الاحتلال المتعمد للمدنيين.

استهداف خيام النازحين ومراكز المساعدات

قصفت قوات الاحتلال عدة خيام للنازحين قرب أبراج طيبة وأرض المجايدة غرب خان يونس، مما أسفر عن استشهاد محمد علي حمدان (43 عامًا)، وبسمة محمد علي حمدان (15 عامًا)، ومحمد حسن إسماعيل (20 عامًا). كما استُشهد 4 مواطنين بينهم طفل قرب مركز للمساعدات في رفح، في حين أفادت مصادر طبية بأن الطفل محمد خليل العثامنة (12 عامًا) استشهد أيضًا برصاص الاحتلال قرب مركز توزيع المساعدات وسط القطاع.

وفي تطور مأساوي آخر، ارتفع عدد الشهداء قرب محور نتساريم إلى 20 شهيدًا وأكثر من 220 جريحًا، بعد استهداف مباشر للمواطنين المنتظرين للحصول على المساعدات الغذائية. وأعلنت مستشفيات غزة استقبال عشرات الشهداء والمصابين، بينهم:

12 شهيدًا و124 إصابة في مستشفى القدس بغزة.

5 شهداء و100 مصاب في مستشفى العودة بالنصيرات.

ضربات متكررة تطال مدنيين في مناطق متعددة

استهدفت طائرات الاحتلال مناطق متفرقة، من بينها:

حي التفاح شرق مدينة غزة

مخيم خان يونس

بئر 19 والمواصي

وادي غزة

كما استُشهد عدد من أفراد عائلة واحدة في مخيم خان يونس إثر قصف خيمتهم، وهم: خديجة، سامية، علي، وإسلام من عائلة أبو دية.

وفي منطقة الإقليمي بمواصي خان يونس، استُشهد ثلاثة مواطنين من عائلة واحدة كذلك:
١. محمد نعيم كامل منصور
٢. علي محمد نعيم منصور
٣. لميه غالب كامل منصور

انقطاع الاتصالات والإنترنت يعمّق العزلة

أعلنت وزارة الاتصالات الفلسطينية عن انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية في محافظات غزة وشمال غزة، بسبب قطع في أحد المسارات الرئيسية داخل القطاع، ما يزيد من صعوبة الوصول إلى المعلومات، ويعزل السكان عن العالم الخارجي.

استهداف منازل ومواقع مدنية أخرى

واستُشهد طاهر خالد طاهر الأسطل جراء قصف على منطقة المواصي، كما انتشل جثمان شهد إياد فؤاد شعت في مدينة حمد بخان يونس. وأصيب عدد من المواطنين في قصف استهدف منازل في جباليا البلد شمال القطاع، حيث أكد مستشفى الشفاء انتشال 9 شهداء نتيجة هذه الغارات.

كما استشهد الطفل أمير إبراهيم أبو شلوف في محيط منطقة الإقليمي جنوب خان يونس، في استمرار لجرائم الاحتلال بحق الأطفال.

مجاعة تلوح في الأفق ومنع للمساعدات الغذائية

يُذكر أن الاحتلال يواصل منع إدخال المواد الغذائية الأساسية منذ مارس الماضي، ما ينذر بكارثة إنسانية ومجاعة حقيقية تهدد أرواح المدنيين، خاصة في ظل عجز المؤسسات الدولية عن التحرك لوقف هذا الحصار الممنهج.

في المحصلة، ما تشهده غزة هو عدوان شامل يستهدف البنى التحتية والإنسانية، ويضرب كل قواعد القانون الدولي بعرض الحائط، في ظل تواطؤ دولي مستمر. ومع دخول العدوان شهره العشرين، تستمر معاناة الفلسطينيين بلا أفق سياسي أو إنساني واضح، فيما يزداد الضغط الشعبي والحقوقي عالميًا للمطالبة بوقف هذا النزيف الدموي.