تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت وقناة كان العبرية، اليوم الثلاثاء، تفاصيل مكالمة هاتفية وصفت بـ"الحادة" جرت بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، تناولت تطورات الملف النووي الإيراني والخيارات المتاحة في ظل استمرار المفاوضات بين واشنطن وطهران.

ترامب لنتنياهو: لا "ضوء أخضر" للهجوم على إيران

بحسب المصادر، طالب الرئيس الأميركي في المكالمة بـ**"إزالة الخيار العسكري من جدول الأعمال"** فيما يخص التعامل مع إيران، مشددًا على أن إسرائيل لا تملك تفويضًا أو ضوءًا أخضر لتنفيذ أي هجوم ضد طهران. وجاء هذا الموقف الأميركي في سياق دعم جهود التوصل إلى اتفاق دبلوماسي، خاصة مع قرب انعقاد الجولة السادسة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران.

نتنياهو يرفض ويصف طهران بـ"الخداع الاستراتيجي"

من جهته، أبلغ نتنياهو الرئيس الأميركي أن المفاوضات مع إيران لا طائل منها، وأن طهران "تخدع العالم" وتستخدم الحوار فقط لكسب الوقت لتطوير برنامجها النووي، على حد تعبيره. وأضاف نتنياهو، بحسب ما نقلته قناة كان العبرية، أن إيران تستخف بالولايات المتحدة، ولا تتعامل بجدية مع مسار التسوية.

تفاهمات أمنية لتجنّب "المفاجآت"

وفي محاولة لاحتواء الخلاف، اتُفق خلال الاتصال على أن يلتقي رئيس جهاز الموساد دادي برنيع، والوزير رون ديرمر، مع الوسيط الأميركي ستيف ويتكوف، للاطلاع على التفاصيل المتعلقة بجولة المفاوضات المقبلة مع إيران. كما تعهدت إسرائيل، وفق ما ورد في التقارير، بعدم تنفيذ أي خطوات عسكرية مفاجئة دون تنسيق مسبق مع واشنطن.

ترامب يرد بحدة: الخيار العسكري يضر بالمفاوضات

ووفقًا للمصادر العبرية، فقد رد ترامب بحدة على تصريحات نتنياهو، واعتبر أن الحديث المتكرر عن هجوم عسكري ضد إيران "غير مفيد" ويقوض فرص النجاح الدبلوماسي. كما شدد على أن واشنطن ستستنفد كافة الخيارات الدبلوماسية أولًا قبل التفكير في أي خطوات بديلة، في إشارة إلى استراتيجية إدارة الأزمة بعيدًا عن الحلول العسكرية.

خلفية الخلاف: صراع حول أسلوب التعامل مع إيران

وتعكس هذه المكالمة تصاعد الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة حول أسلوب التعامل مع الملف النووي الإيراني، إذ تفضل تل أبيب خيار الضغط والتهديد، بينما تسعى واشنطن إلى منح الدبلوماسية فرصة كاملة، وسط مؤشرات على رغبة دولية في تجنّب التصعيد العسكري في المنطقة.

هذا التباين في الرؤى بين الحليفين التقليديين قد يلقي بظلاله على التنسيق الأمني والسياسي في ملفات إقليمية أخرى، لا سيما في ظل استمرار التوترات في الشرق الأوسط، والانخراط الإيراني المتزايد في ساحات الصراع.