-
℃ 11 تركيا
-
17 يونيو 2025
اليمن وإسرائيل: تصعيد متبادل يفتح جبهة جديدة في الصراع الإقليمي
من صنعاء إلى عمق البحر الأحمر
اليمن وإسرائيل: تصعيد متبادل يفتح جبهة جديدة في الصراع الإقليمي
-
15 مايو 2025, 1:13:00 م
-
411
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في تطور لافت على الساحة الإقليمية، دخلت جماعة الحوثي في اليمن على خط المواجهة مع إسرائيل، من خلال سلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة، التي استهدفت عمق الكيان الإسرائيلي وممراته البحرية الحيوية. يأتي هذا التصعيد في وقت تتسع فيه رقعة المواجهة مع الاحتلال، لتشمل ساحات جديدة تتجاوز حدود قطاع غزة ولبنان.
تصاعد الهجمات من اليمن: من صنعاء إلى عمق البحر الأحمر
شهدت الأسابيع الأخيرة تطوراً نوعياً في العمليات التي يشنها الحوثيون، من خلال إطلاق صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار باتجاه أهداف إسرائيلية مباشرة أو في محيط البحر الأحمر، حيث تمر خطوط الملاحة الدولية المؤثرة في الاقتصاد الإسرائيلي والعالمي.
ويؤكد مراقبون أن الهجمات الحوثية لم تعد مجرد رسائل سياسية، بل تحولت إلى أدوات ضغط حقيقية تهدد المصالح الإسرائيلية، خاصة مع استهداف السفن المرتبطة بتل أبيب. وقد أعلن الحوثيون في مناسبات متكررة أن عملياتهم تأتي في إطار نصرة الشعب الفلسطيني، وخصوصًا بعد المجازر التي ارتكبها الاحتلال في غزة.
تهديدات إسرائيلية لموانئ الحديدة
ردًا على تصاعد الهجمات من اليمن، أصدرت إسرائيل تهديدات مباشرة باستهداف البنية التحتية الحيوية في اليمن، وعلى رأسها موانئ محافظة الحديدة، باعتبارها نقطة انطلاق أساسية للهجمات البحرية.
وقد حذرت سلطات الاحتلال من أن استمرار التهديدات الحوثية سيُقابل برد "غير مسبوق"، ما قد يؤدي إلى توسيع رقعة الصراع وفتح جبهة بحرية جديدة في البحر الأحمر.
ويُنظر إلى تهديد الموانئ اليمنية، وبخاصة في الحديدة، باعتباره خطوة خطيرة قد تفجّر مواجهة مباشرة بين تل أبيب وصنعاء، ما يُعرض أمن المنطقة وممراتها المائية لمزيد من التوترات.
تُشير التطورات المتسارعة إلى أن إسرائيل لم تعد تواجه تهديداً من حدودها الشمالية والجنوبية فحسب، بل باتت تتعامل مع مسرح عمليات يمتد من غزة إلى اليمن، في تحول استراتيجي يفرض تحديات أمنية غير مسبوقة.
ففي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل غاراتها على قطاع غزة، وجّه الحوثيون ضربات موازية من الجنوب الغربي، في رسالة تؤكد أن العدوان على غزة لن يمر دون رد إقليمي.
هذا التناغم بين الجبهات يعكس تغيرًا في قواعد الاشتباك، ويدفع إسرائيل إلى إعادة حساباتها العسكرية والسياسية، خاصة أن قدرات الحوثيين الصاروخية والتقنية قد أثبتت أنها قادرة على الوصول إلى أهداف حساسة، وتهديد خطوط الملاحة والإمداد الحيوية.
تصعيد متبادل يفتح أبواب مرحلة جديدة
في ظل هذا المشهد المتشابك، يبدو أن التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل مرشح للتفاقم، خاصة مع غياب الحلول الدبلوماسية وتوسع رقعة الصراع. وفيما تستمر إسرائيل في قصف غزة، تجد نفسها مضطرة للتعامل مع تهديدات متزايدة من جبهة اليمن.
إن فتح جبهة جديدة في البحر الأحمر يهدد الاستقرار الإقليمي، ويكشف عن تحول عميق في ميزان القوى، لا سيما في ظل تطور قدرات محور المقاومة وتعدد ساحات المواجهة.








