دبلوماسية بطيئة وخلافات مستمرة

الملف النووي الإيراني: غموض دبلوماسي وتداعيات إقليمية تهدد استقرار العراق

profile
  • clock 31 مايو 2025, 1:07:46 م
  • eye 446
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

خاص موقع 180 تحقيقات

تطورات الملف النووي الإيراني: تقدم فني وتعقيد دبلوماسي

في حديث خاص لموقع "180 تحقيقات"، أوضح الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة بغداد، أن التصريحات الأخيرة لمدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، تكشف عن حالة مستمرة من التعقيد في الملف النووي الإيراني. فغروسي أشار إلى أن المفاوضات بين طهران وواشنطن "لم تُحسم بعد" رغم "التقدم السريع" الذي يشهده البرنامج النووي الإيراني، مما يعكس حجم التوتر والشكوك الدولية إزاء نوايا إيران النووية.

هذا التقدم يشمل خطوات مثيرة للقلق مثل تخصيب اليورانيوم بنِسب عالية وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة، بالإضافة إلى تقليص وصول مفتشي الوكالة الدولية إلى بعض المواقع الحيوية، وهو ما يُنذر بتقليص "وقت الاختراق" الذي تحتاجه إيران لصنع سلاح نووي محتمل.

دبلوماسية بطيئة وخلافات مستمرة

رغم استمرار الاجتماعات بين الجانبين الإيراني والأميركي، فإن "عدم الحسم" يشير إلى وجود خلافات عميقة تتعلق بمستوى التنازلات، وآلية التحقق والتفتيش، وضمانات رفع العقوبات. ووسط هذا الجمود، لا تزال كافة السيناريوهات واردة، بما في ذلك احتمالات التصعيد العسكري.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية: رقابة ومخاوف

غروسي شدد على ضرورة تعزيز دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان شفافية البرنامج الإيراني، مؤكداً أهمية التفتيش الفعال كجزء لا يتجزأ من أي اتفاق محتمل. ورغم عدم المطالبة بإعادة العمل بالبروتوكول الإضافي، أبدى غروسي تفاؤله بإمكانية التوصل إلى حلول وسطية تضمن مصالح الطرفين.

إيران والولايات المتحدة: ضغط متبادل وحلول وسطية

إيران تستخدم تقدمها النووي كورقة ضغط لرفع العقوبات، في حين تلجأ واشنطن وشركاؤها إلى العقوبات والضغوط الدبلوماسية لإعادة طهران إلى الالتزام بالاتفاق النووي. ورغم تمسك إيران بحقها في التخصيب، إلا أن بعض المؤشرات تشير إلى احتمالية القبول بتسوية تشمل تخصيبًا محدودًا وضمانات شاملة.

التوتر الإقليمي: إسرائيل ودول الخليج على الخط

يشكل البرنامج النووي الإيراني مصدر قلق عميق في الشرق الأوسط، حيث تعتبره إسرائيل تهديدًا وجوديًا وتلوّح بإمكانية التحرك العسكري ضده. كذلك، تخشى دول الخليج من سباق تسلح نووي إقليمي، مما يدفعها لتعزيز تحالفاتها الأمنية.

العراق في قلب العاصفة: بين الجغرافيا والنفوذ

لا يخفى أن العراق من أكثر الدول تأثرًا بتطورات الملف النووي الإيراني. فتصعيد التوتر – سواء دبلوماسي أو عسكري – قد يحول العراق إلى ساحة صراع بين أطراف متنازعة، خصوصًا في ظل وجود فصائل مسلحة ذات ارتباط مباشر بطهران.

في حال فشل المفاوضات واندلاع أعمال عسكرية، فإن العراق قد يواجه تداعيات مباشرة مثل الهجمات أو النزوح الجماعي أو حتى تعطّل شبكات الخدمات الأساسية.

الاقتصاد العراقي تحت الضغط

أي تصعيد في الملف النووي الإيراني سيعني استمرار العقوبات، مما سيُضعف التبادل التجاري بين العراق وإيران، ويؤثر سلبًا على الاقتصاد العراقي الذي يعتمد بشكل كبير على التجارة والطاقة. كما أن اضطراب أسعار النفط العالمية نتيجة التوتر قد يضر بإيرادات العراق النفطية الحيوية.

التوازن السياسي والسيادة المهددة

التوتر المتصاعد قد يفرض على العراق اتخاذ مواقف حادة تهدد سياسة الحياد التي يتبناها. كما أن وجود جماعات مسلحة موالية لإيران داخل العراق يضعف سيادته ويزيد من تعقيد المشهد الأمني، خاصة مع احتمال استهداف هذه الجماعات أو استخدامها في ردود فعل إيرانية.

مستقبل غامض… وموقف عراقي مطلوب

يرى الدكتور الدليمي أن على العراق أن يتابع تطورات الملف النووي الإيراني عن كثب، ويعمل على تعزيز قراره السيادي من خلال سياسة متوازنة تجاه جميع الأطراف. فتقلبات هذا الملف قد تحمل فرصًا أو تحديات، وعلى بغداد أن تكون مستعدة لكليهما.

التعليقات (0)