رامي أبو زبيدة: أمريكا شريك في الرواية والتسويق

القتل الميداني كإعلان تجاري: كيف تحوّل دم الفلسطينيين إلى أداة ترويج للسلاح الإسرائيلي؟

profile
  • clock 13 يوليو 2025, 7:59:45 م
  • eye 421
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
رامي أبو زبيدة أثناء المداخلة

خاص موقع 180 تحقيقات

في مشهد صادم يعكس التحول الأخلاقي الخطير في التعامل مع جرائم الاحتلال، قال رامي أبو زبيدة، رئيس تحرير موقع "180 تحقيقات"، خلال مشاركته في برنامج "تفاعل أونلاين" على قناة الميادين من داخل غزة، إن القتل الميداني أصبح وسيلة دعائية تروّج من خلالها إسرائيل لصناعاتها العسكرية، مستغلةً صمت المجتمع الدولي وتواطؤ عواصم القرار، وعلى رأسها واشنطن.

التسويق عبر الدم: الجريمة تتحوّل إلى "ميزة قتالية"

بحسب أبو زبيدة، فإن الاحتلال الإسرائيلي يقدم عمليات الاغتيال كعروض دعائية حية لفعالية أسلحته، حيث تُعرض مشاهد قتل مدنيين عزّل لا يشكلون أي تهديد مباشر، على أنها نماذج للنجاعة والاحتراف العسكري.

ويؤكد أبو زبيدة أن الفيديو الذي نُشر مؤخراً ويظهر اغتيال فلسطيني أعزل، يبرهن أن ما جرى ليس اشتباكاً أو دفاعاً عن النفس، بل عملية إعدام ميداني خارج إطار القانون الدولي. وهذا يعكس مدى استخفاف الاحتلال بالقوانين والمعايير الأخلاقية.

 

الطائرات المُسيرة: أدوات قتل وليس حماية

وأضاف أن الطائرات المسيرة التي يتم تصديرها على أنها ذكية ودقيقة، لا تُستخدم لحماية المدنيين كما تزعم الرواية الإسرائيلية، بل لضمان "القتل النظيف" الذي يُناسب الخطاب الترويجي للأسلحة الإسرائيلية.

وأشار إلى أن هذه التكنولوجيا لا تُختبر في مختبرات مغلقة، بل تُجرّب فعلياً على أجساد الفلسطينيين في الميدان، ما يجعل من دمهم جزءاً من كتالوج التسويق العسكري الذي تقدمه إسرائيل لدول العالم الراغبة في شراء أدوات القتل والمراقبة.

غياب الردع الدولي: الضوء الأخضر للقتل

واعتبر أبو زبيدة أن غياب المساءلة الدولية هو ما يتيح لشركات السلاح الإسرائيلية، مثل شركة "رفائيل" المملوكة للحكومة، استخدام هذه المشاهد في حملاتها الدعائية، في ظل غطاء سياسي دولي كامل.

وأضاف: "لا يمكن لأي شركة حكومية في العالم أن تستخدم لقطات لقتل مدنيين في ترويج منتجاتها، ما لم تكن محصنة سياسياً ومحمية من العقاب"، مؤكدًا أن الاحتلال يستمد شرعيته من تواطؤ الغرب وصمت المؤسسات الدولية.

أمريكا.. شريك في الرواية والتسويق

وأكد أبو زبيدة أن الولايات المتحدة تُعدّ أحد أبرز الداعمين لهذا النهج الدعائي الدموي، من خلال استمرارها في تكرار عبارة "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، حتى وإن كانت الوسيلة نقل مشاهد قتل الأبرياء وتحويلها إلى وسيلة تسويق عسكري.

 انهيار أخلاقي وعدالة غائبة

ما كشفه رامي أبو زبيدة يُعيد تسليط الضوء على الانهيار الأخلاقي في تسويق الأسلحة وغياب العدالة الدولية، حيث تحوّلت فلسطين إلى ساحة تجريب للأسلحة الفتاكة، وتحوّل دم الأبرياء إلى "مادة ترويجية" تصدر بها إسرائيل تقنياتها الأمنية إلى مختلف دول العالم.

إن ما يحدث ليس مجرد تجاوز للقانون، بل تحول من جريمة إلى "صناعة" تتغذى على صمت العالم، وتجد الدعم في عواصم القرار الدولي.

التعليقات (0)