-
℃ 11 تركيا
-
4 أغسطس 2025
الفلسطينيون يكافحون لإطعام أسرهم بعد 60 يومًا من الحصار الإسرائيلي
نقص خطير في الغذاء
الفلسطينيون يكافحون لإطعام أسرهم بعد 60 يومًا من الحصار الإسرائيلي
-
27 أبريل 2025, 1:03:37 م
-
412
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة لمدة 60 يومًا، تتفاقم معاناة الفلسطينيين، حيث أصبحت الأسواق شبه خالية، وتتناقص الإمدادات الغذائية بشكل خطير، مما يترك العائلات تكافح لتأمين وجبة يومية لأطفالها.
وجبة واحدة لعائلة كاملة
في مخيم الخيام الواسع قرب مدينة خان يونس، اجتمعت مريم النجار وحماتها لطهي أربع علب من البازلاء والجزر فوق نار الحطب، مضيفتين القليل من المرق والبهارات.
كان هذا الطبق، مرفقًا بطبق صغير من الأرز، هو الوجبة الوحيدة ليوم الجمعة لـ11 فردًا من العائلة، بينهم ستة أطفال.
قالت النجار بأسى: "أيام الجمعة مقدسة، كنا نجتمع على موائد عامرة باللحوم والمحاشي، أما الآن فلا نأكل سوى البازلاء والأرز، لم نتذوق البازلاء المعلبة قبل الحرب... لقد دمرت هذه الحرب حياتنا."
نقص خطير في الغذاء
في الحقيقة، يعتمد سكان غزة، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، الآن على المعلبات والأرز والمعكرونة والعدس.
بينما اختفت اللحوم والحليب والجبن والفواكه من الأسواق، وأصبح الخبز والبيض نادرين للغاية. كما ارتفعت أسعار ما تبقى من خضروات إلى مستويات خيالية.
أوضحت مريم النجار: "لم نعد نجد أي مصدر للبروتين أو العناصر الغذائية الضرورية، حتى السردين المعلب نفد من الأسواق."
بين الجوع والخوف على الأطفال
فرضت إسرائيل الحصار في 2 مارس، ثم استأنفت عملياتها العسكرية بعد كسر هدنة دامت شهرين. تبرر السلطات الإسرائيلية هذه الإجراءات بالضغط على حماس لإطلاق سراح الأسرى، لكن منظمات حقوقية وصفت الحصار بأنه "تكتيك تجويع" يعرض السكان المدنيين للخطر وقد يرقى إلى جريمة حرب.
مع مرور الوقت، تضاءل تنوع الغذاء تدريجيًا: اختفت اللحوم، ثم السردين، ثم الحليب، وحتى الطماطم أصبحت حلمًا بعيد المنال.
قالت حماتها، سمية النجار، البالغة 61 عامًا: "أخشى أن يموت أحفادي جوعًا"، وأضافت أن مرضها بالسرطان وعجزها عن الحصول على العلاج يزيد معاناتها.
سوء تغذية يهدد مستقبل الأطفال
يحذر الأطباء من أن نقص الغذاء المتوازن سيسبب أضرارًا صحية دائمة للأطفال.
بحسب الدكتور أيمن أبو طير، رئيس قسم التغذية العلاجية بمستشفى ناصر في خان يونس، فإن حالات سوء التغذية "زادت بشكل كبير"، حيث نفد الحليب الطبي الخاص بالأطفال.
وأظهرت تقارير الأمم المتحدة أن 3700 طفل في غزة يعانون من سوء تغذية حاد في مارس، بزيادة بنسبة 80% عن فبراير.
وأوضح الدكتور أبو طير أن الطفل الذي يبلغ وزنه 10 كيلوغرامات يحتاج إلى 700 سعرة حرارية يوميًا، بينما الوجبة التي تناولتها عائلة النجار بالكاد توفر 1000 سعرة موزعة على 11 فردًا!
أسواق خاوية وأسعار خيالية
في سوق خان يونس، أصبحت الأكشاك شبه فارغة؛ القليل من الطماطم والخيار والباذنجان الذابل والبصل هو كل ما تبقى.
أما الأسعار، فقد قفزت بشكل جنوني، حيث بلغ سعر الكيلو الواحد من الطماطم 50 شيكلًا (حوالي 14 دولارًا)، مقارنة بأقل من دولار قبل الحرب.
قال خليل الفقعاوي، وهو أب لتسعة أطفال: "أحلم بأكل ثمرة طماطم. الأطفال يطلبون لحمًا أو دجاجًا أو حتى قطعة بسكويت، ولا نستطيع توفير شيء."
المزارع مدمرة والإنتاج الزراعي يحتضر
معظم الأراضي الزراعية في غزة دمرت أو أصبحت ضمن مناطق عسكرية مغلقة، مما أدى إلى انهيار الإنتاج الزراعي.
صرّح المزارع محمود الشاعر أن إنتاجه من الطماطم تراجع من 600 كيلوغرام أسبوعيًا إلى 150 فقط، محذرًا من أن الإنتاج قد يتوقف تمامًا خلال أسابيع.
مطابخ خيرية على وشك الإغلاق
أصبحت المطابخ الخيرية مثل "مطبخ رفح الخيري" طوق النجاة الوحيد لكثير من العائلات.
غير أن هذه المطابخ تعاني أيضًا من نفاد الإمدادات، إذ أعلنت منظمة الأغذية العالمية أن مخزونها من المواد الغذائية المخصصة لدعم 47 مطبخًا في غزة سينفد خلال أيام قليلة.
قال هاني أبو قاسم من مطبخ رفح: "هؤلاء الناس يعتمدون علينا للبقاء على قيد الحياة، وإذا أغلق هذا المطبخ، فإنهم مهددون بالموت جوعًا.








