-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
العملات الرقمية.. طريق جديد للهيمنة وسلب ثروات الشعوب
العملات الرقمية.. طريق جديد للهيمنة وسلب ثروات الشعوب
-
18 يوليو 2025, 10:52:18 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سي إن إن
أسبوع التشريعات الخاصة بـ"الكريـبتو" في العاصمة الأمريكية اعتبره البعض إنجازًا تاريخيًا، بينما دفع آخرين للتفكير في الزراعة المنزلية كخطة نجاة في حال انهار الاقتصاد العالمي (وليس مزاحًا!).
مع تجاوز قيمة "بتكوين" عتبة 120 ألف دولار هذا الأسبوع، تتزايد تدفقات المال على القطاع الرقمي، ما يُكرّس حضوره في مجالي السياسة والتمويل. ثلاث مشروعات قوانين رئيسية اجتازت مجلس النواب الأمريكي يوم الخميس، رغم خلافات داخل الحزب الجمهوري.
أهم مشاريع القوانين:
قانون GENIUS: يُنظّم ما يُعرف بـ"العملات المستقرة" المرتبطة بالدولار أو غيره من العملات التقليدية. هذا النوع يُعد شريان الحياة في سوق الأصول الرقمية.
قانون وضوح أسواق الأصول الرقمية: يُعتبر المكسب الأكبر لمؤيدي الكريبتو، حيث يقترح نظامًا تنظيميًا جديدًا يُوزّع مهام الرقابة بين هيئتين: "لجنة الأوراق المالية" و"هيئة تداول السلع المستقبلية".
قانون مكافحة عملات البنك المركزي الرقمية: يمنع البنك الاحتياطي الفيدرالي من إصدار عملة رقمية خاصة به، رغم أن البنك لم يبدِ اهتمامًا فعليًا بذلك.
مؤيدون:
يعتبر مؤيدو هذه القوانين أنها تأخرت كثيرًا، ويصفونها بأنها ستُعزز الابتكار وتُسهّل الوصول للتمويل وتُوفّر الحماية للمستثمرين الأمريكيين. منظمة "Stand With Crypto" رحّبت بالتصويت، واعتبرته خطوة نحو "نظام تنظيمي منطقي"، داعية مجلس الشيوخ للتحرك سريعًا.
معارضون:
الانتقادات جاءت لاذعة، حيث وصفت النائبة "ماكسين ووترز" القوانين بأنها تكرار للأخطاء التي سببت أزمات مالية سابقة، مضيفة أنها تفتقر للقيود التنظيمية، وتفتح المجال لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية من خلال الأصول الرقمية، خاصة لرموز سياسية بارزة.
ملاحظات من المعسكر المتشائم:
رغم حداثة الصناعة، إلا أن الكريـبتو بات يملك أحد أقوى شبكات الضغط السياسي في الولايات المتحدة.
في الانتخابات الأخيرة، تجاوزت مساهمات شركات الأصول الرقمية جميع القطاعات الأخرى.
مجموعة "Fairshake" أنفقت 131 مليون دولار لدعم مرشحين مؤيدين للكريـبتو، وكانت تخطط لرصد 140 مليون دولار إضافية للانتخابات القادمة.
هذا الضغط المالي متزامن تمامًا مع التصويت على مشاريع القوانين الثلاثة، ما أثار شكوكًا حول "رشوة تشريعية ناعمة"، كما قالت الصحفية "مولي وايت".
مخاطر أوسع:
الناقدة "هيلاري ألين" – أستاذة القانون – وصفت القوانين بأنها بمثابة عودة للعصر الفوضوي للمصارف الأمريكية في القرن الـ19، حين كانت تصدر نقودها الخاصة دون رقابة فيدرالية، ما أدى لخسائر فادحة.
وحذّرت من أن السماح للشركات مثل Walmart أو Meta أو Amazon بإصدار عملات مستقرة خاصة بها، قد يُحولها فعليًا إلى "بنوك غير منظمة"، مع خطر أن يتحمّل المواطن الأمريكي تبعات انهيارها لاحقًا.
وتقول ألين: "لن يستغل القطاع الرقمي وحده هذه الثغرة، بل الجميع. حينها نعود لأسواق غير خاضعة لأي تنظيم، كما كان الحال قبل الكساد الكبير في عشرينيات القرن الماضي".
مزحة أم تحذير؟
في ختام المقابلة، سُئلت ألين إن كانت تودّ إضافة شيء، فردّت بابتسامة:
"ربما أنصح الناس بتعلّم الزراعة المستدامة"…
حين سُئلت: "هل لأن كل شيء سينهار؟"
قالت: "نوعًا ما... بدأت أزرع البطاطس!"








