من صحافة العدو..

الطريق إلى "فوردو": المهمة أكبر من قدرات الجيش الإسرائيلي

profile
  • clock 19 يونيو 2025, 9:17:09 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
منشأة فوردو النووية

بقلم: الوف بن
عن «هآرتس»

عمّقت حرب 7 تشرين الأول اعتماد إسرائيل على الدعم الأميركي، الدبلوماسي، الاقتصادي، والأمني. يمكن لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، مواصلة هذه الحرب للأسبوع الواحد والعشرين، ويواصل قتل عشرات آلاف الفلسطينيين، وتدمير غزة وتهديد سكانها بالطرد، واحتلال أراضٍ من سورية ولبنان اعتمادا على الفيتو الأميركي في مجلس الأمن، الذي يمنع مسبقا أي محاولة للأمم المتحدة لفرض وقف إطلاق النار على إسرائيل أو الانسحاب. يمكن للجيش الإسرائيلي أن يستمر في الحرب، فمخازنه مليئة بمنظومات السلاح من إنتاج أميركي. يعتمد الدفاع عن سماء إسرائيل من الصواريخ والمُسيرات على منظومات الكشف والإنذار والتنسيق العملياتي الذي تديره قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي (السنتكوم).
 

وقال الوف بن في مقاله بصحيفة هآرتس، حتى يوم الجمعة الماضي، كان الدعم الأميركي فقط دفاعيا. إذ يشكل شن الحرب ضد ايران ذروة جديدة في اعتماد إسرائيل على الولايات المتحدة. للمرة الأولى في تاريخها تطلب إسرائيل أن تشارك قوات أميركية إلى جانبها حتى في القتال الهجومي ومساعدتها على قصف منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم. حسب أقوال الخبراء فإن تدمير هذه المنشأة بوساطة القصف يتجاوز القدرة التكنولوجية لسلاح الجو الإسرائيلي، لأن ذلك يحتاج إلى استخدام قنبلة ثقيلة «تخترق الحصون». هذه القنبلة يمكن إلقاؤها فقط بوساطة قاذفة النخبة المتملصة «بي2» الموجودة في الاستخدام الحصري لسلاح الجو الأميركي. وهم أيضا بحاجة إلى عدة طلعات لتدمير المنشأة المحصنة المخبأة تحت سلسلة جبلية.
 

الحسم خلال أيام

وأضاف في مقاله، سيبت الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في الأيام القريبة القادمة فيما إذا كان سيرسل القاذفات إلى فوردو. في ظل غياب دفاعات جوية إيرانية فإن المهمة غير معقدة بشكل خاص. وحسب ما نشر في وسائل الإعلام الأميركية فإن هذه العملية تم التدرب عليها في السابق. المنشأة في الأصل لا يمكن نقل مكانها، ومشغلوها حصلوا على ما يكفي من الإنذار من أجل إطفاء الأجهزة وتهريب العاملين. ينبع تردد ترامب من الخطر السياسي وليس العسكري. فإعلان الحرب على دولة عظمى إقليمية، يمكن أن يشوش تزويد النفط العالمي، وجر أميركا إلى تورط ثالث في الشرق الأوسط بعد الحرب في أفغانستان والعراق، جيران ايران.
تم انتخاب ترامب مرتين في ظل وعده بعدم الانجرار إلى حروب زائدة، وهذا هو أيضا موقف الجناح الأيديولوجي في حزبه. في المقابل، الجمهوريون الذين يؤيدون نتنياهو والذين يعبرون في صحيفة «وول ستريت جورنال» عن رأيهم وفي الموقع المحافظ «بري بريس» يقفون ويطلبون من الرئيس إنهاء العمل الذي بدأ فيه الجيش الإسرائيلي وإرسال «بي2» إلى فوردو.
 

معسكرات الموت النازية 

الرسالة المفهومة ضمناً في الإعلام الإسرائيلي واضحة. فالرئيس الأميركي، فرنكلين روزفلت، رفض قصف القطار الذاهب إلى أوشفيتس في العام 1944، وترامب يمكنه تشغيل «أوشفيتس جديدة» في فوردو إذا لم يعمل بكل قوة الآن. يصف نتنياهو ويشبه منذ سنوات المشروع النووي الإيراني بأنه نسخة حديثة لمعسكرات الموت النازية. في الفترة الأخيرة يحذر من مثل هذه التصريحات، لكن يمكن التقدير بأن خطة حرب نتنياهو ورئيس الأركان، إيال زمير، تعتمد على «قدم تقوم بالإنهاء»، ستقلع من أميركا وتدمر المنشأة النووية الموجودة على سفح الجبل. إذا بقيت فوردو سليمة فإن ايران يمكنها ترميم المشروع النووي بسرعة كبيرة جدا.


وأشار ألوف بن، إلى عملية «كديش» في العام 1956 حيث وضعت فرنسا أسرابا حربية في إسرائيل من اجل الدفاع عن سمائها من سلاح الجو المصري. كررت الولايات المتحدة هذا النموذج في نشر بطاريات الباتريوت في حرب الخليج في 1991 أمام صواريخ السكاد العراقية، وفي كل الأزمات التي اندلعت منذ ذلك الحين. الآن يوجد في جبل كيرن الموجود في النقب رادار بعيد المدى للجيش الأميركي، الذي يكشف الصواريخ التي تهاجم من ايران. وفي مواقع أخرى في إسرائيل تنتشر بطاريات «ثاد». عندما هاجمت ايران بالصواريخ والمُسيرات إسرائيل مرتين في السنة الماضية، ومرة أخرى في الحرب الحالية، فإن الطائرات والسفن التابعة للولايات المتحدة وحلفاء آخرين شاركت في الاعتراض. هذا التعاون سجل أيضا أمام الحوثيين في اليمن.

 


لكن حتى الآن امتنعت إسرائيل عن الطلب من الأميركيين أن يحاربوا إلى جانبها ومن أجلها. بناء على ذلك فإن زعماءها وقادة جيشها عادوا وقالوا، انهم لن يعرضوا الجنود الأميركيين للخطر، خلافا لحلفاء آخرين للولايات المتحدة. المساعدات الأمنية الضخمة لإسرائيل تم تبريرها بذريعة أن الجيش الإسرائيلي هو «حاملة الطائرات البرية» للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهي البديل لانتشار دائم للقوات الأميركية مثلما في ألمانيا، كوريا الجنوبية، اليابان، والسعودية.
هذا المبدأ تم تحطيمه الآن، وللمرة الأولى تم تثبيت السابقة التي تقول، إن إسرائيل تطالب بأن يحارب الطيارون الأميركيون جنبا إلى جنب مع رجال تومر بار، قائد سلاح الجو. وحتى لو لم يتم قصف المنشأة في فوردو في نهاية المطاف فإن ايران ستخضع وتفككها بنفسها، أو أن الجيش الإسرائيلي سيجد طريقة أخرى لقصفها – تحطم «التابو» على طلب المساعدة الأمنية، ويدل الطلب بأن تقوم أميركا بقصف فوردو على أن هناك مهمات اكبر من مقاس الجيش الإسرائيلي.

كلمات دليلية
التعليقات (0)