-
℃ 11 تركيا
-
25 يونيو 2025
الضربات الأمريكية لم تدمر برنامج إيران النووي.. ما دلالات حديث ترامب؟
كسب دعم اللوبي الإسرائيلي والمحافظين
الضربات الأمريكية لم تدمر برنامج إيران النووي.. ما دلالات حديث ترامب؟
-
25 يونيو 2025, 11:57:40 ص
-
420
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ترامب
محمد خميس
حديث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي زعم فيه أن الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية "دمرت تمامًا" البرنامج النووي الإيراني، يحمل عدة دلالات سياسية وإعلامية يمكن تحليلها على النحو التالي:
1. تضخيم الإنجاز لأغراض سياسية وانتخابية
يأتي تصريح ترامب في وقت حساس، إذ يسعى لإبراز نفسه كقائد "حاسم وناجح" في الملفات العسكرية الكبرى، خاصة أمام ناخبيه من التيار اليميني. تضخيم نتائج العملية العسكرية ضد إيران يعزز صورته في الداخل الأميركي، ويخدم حملته الانتخابية المقبلة، سواء بشكل مباشر أو ضمني.
2. استغلال الحدث لصياغة رواية إعلامية مضادة
الحديث عن "تدمير كامل" للبرنامج النووي الإيراني يتعارض بشكل مباشر مع تقييم الاستخبارات العسكرية الأمريكية، التي قالت إن الضرر كان محدودًا. ترامب بهذا الخطاب لا يكتفي بتضخيم النتيجة، بل يعيد صياغة السردية الإعلامية بما يتناسب مع خطه السياسي، ويرد بشكل هجومي على أي تسريبات أو تقارير قد تُضعف من موقفه.
3. استهداف المؤسسات الأمنية وتقويض مصداقيتها
عندما يصف التقييم الاستخباراتي المسرّب بأنه "خاطئ" و"صادر عن شخص مجهول وعديم التأثير"، فإن ترامب يواصل نهجه المعروف في تقويض الثقة بمؤسسات الدولة، لا سيما تلك التي لا تتماشى مع أجندته. وهو بذلك يُوجّه رسالة مزدوجة: تشكيك في التقييم الرسمي، وإعادة ترويج لروايته الخاصة كحقيقة مطلقة.
4. كسب دعم اللوبي الإسرائيلي والمحافظين
تصريحات ترامب تخدم أهدافًا أوسع تتعلق بإرضاء حلفائه من أنصار السياسات الإسرائيلية، واليمين الأميركي الداعم لنهج القوة ضد إيران. ترويج "نجاح ساحق" ضد منشآت نووية إيرانية يخدم المصالح الإسرائيلية ويُظهر ترامب في موقع المنفذ الأمين لتلك السياسات.
5. تغطية الإخفاق العملياتي
بما أن التقييم الاستخباراتي يشير إلى أن المنشآت تحت الأرض، مثل "نطنز" و"فوردو"، لم تُدمّر، فإن حديث ترامب عن "تدمير كامل" يهدف أيضًا إلى التغطية على الإخفاق العسكري في تحقيق الهدف الحقيقي للعملية، وهو القضاء على قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم.
خلاصة الدلالة
حديث ترامب هو محاولة واعية لتضليل الرأي العام، وتثبيت سردية سياسية أكثر منها عسكرية. التناقض مع التقييم الاستخباراتي ليس مجرد سوء فهم، بل جزء من استراتيجية خطابية تستهدف تعظيم الذات، وتثبيت التأييد الشعبي، وضرب خصومه داخل مؤسسات الحكم.









